مشكلة تفسير أسباب الإرهاب

“الناتو” يقترب أكثر من روسيا

الاتحاد الأوروبي يبتلع اتحاد المغرب العربي

الافتتاحية

هل تستفيد أحزاب الإسلام السياسي من تحولات حركة النهضة التونسية؟

  كتب المحرر السياسي
أعلن زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، في أيار الماضي، ان الحركة حريصة على فصل الدين عن الدولة، في خطوة غير مسبوقة في اوساط تيارات الاسلام السياسي التي تنتمي اليها النهضة، وقال رئيس الحركة راشد الغنوشي إن النهضة ستتحول إلى العمل في الحقل السياسي فقط. قرار الحركة بالفصل الكامل بين العمل الدعوي والسياسي في عملها يعني أنها ستتجه إلى التخصص الوظيفي، بحيث تتفرغ للعمل السياسي الميداني وتحال بقية النشاطات إلى المجتمع المدني.

ابحث في الموقع

التصويت

ما هو رأيك بالتصميم الجديد لموقع جريدة الجريدة؟
 ممتاز
 جيد
 مقبول

الساعة الآن

تفاصيل الخبر

مبارك.. أحلام السلطة وكوابيس التنحي


2014-08-18

 قصة مبارك وعبد الناصر
الحلقة الرابعة
رغم أن محمد حسني مبارك حرص دائما على أن يتحاشى السياسة، فقد أفاده ذلك الابتعاد مرات، مرة في مسيرته وتعليمه، وأخرى في ارتقائه، في مسيرته المهنية والعسكرية، وأنقذه ابتعاده عن السياسة من مصائر غيره، وزملائه ضمن عمليات نقل وإقالة، وكان يتم استبعاد هؤلاء الذين حرقتهم السياسة، ورأى مبارك بعينه قادته وأساتذته وهم يُطاح بهم من مناصبهم ويرسلون للسجون بسبب السياسة، والصراع على السلطة، وحرص هو على أن يسير بخطا مستمرة إلى الأمام، منفذا للتعليمات، وملتزما بقواعد العمل في صفوف الجيش، ولم يظهر خلال مسيرته المهنية والعسكرية أي طموح سياسي، فلم ينتم إلى أي من التنظيمات السياسية التي نشأت في الأربعينيات، عندما كان يدرس في المدرسة الثانوية، وكان البلد يغلي بالتحركات السياسية، قبل وبعد معاهدة 1936، كما لم يفكر في الانضمام لأي من التحالفات بعد ثورة 1952.
وحتى عبدالعزيز باشا فهمي الذي لعب دورا محوريا في حياة أسرة مبارك وحياته واجه الكثير من المشكلات بسبب تقلبات السياسة وتقاطعاتها ومناوراتها، فهو الذي توسط لتعيين السيد مبارك في محكمة طنطا حاجبا، لينتقل بعدها إلى محكمة شبين الكوم بعد إنشائها، ويحمل عائلته هناك، حيث يلحق ابنه محمد حسني بالمدرسة الثانوية، كما أنه توسط له لدخول الكلية الحربية بعد التوجيهية، وهو من مواليد كفر المصيلحة 1870، وتخرج في مدرسة الحقوق، وانتخب نائباً عن دائرة قويسنا 1913، وكان شريك سعد زغلول في الوفد وتعرض عبدالعزيز فهمي للاعتقال بسبب السياسة كما أقيل من وزارة الحقانية "العدل" في وزارة زيور باشا، واستقال من رئاسة محكمة الاستئناف، عام 1930، كما استقال من الوفد بعد خلاف مع سعد زغلول.. وهو ما يبدو أنه دفع السيد مبارك للتأكيد على ابنه محمد بالابتعاد عن السياسة، ويبدو أن مبارك تمسك بأن يظل فردا، ويتحكم بنفسه، ويحتفظ بطموحه داخله، ويسعى لأن يسند هذا الطموح بالاجتهاد والعمل، وهي صفة لا يمكن لأحد أن ينكرها عليه خلال مسيرته الدراسية والعسكرية.
ظل حسني مبارك يتحاشى السياسة، وكان هذا سببا في أن ينجو من حملة التطهير في صفوف ضباط القوات المسلحة، خاصة سلاح الطيران في أعقاب هزيمة 5 يونيو، وعندها كان مديرا لمطار بني سويف ورشحه الفريق محمد فوزي، وزير الدفاع، للرئيس عبدالناصر أثناء الاستنزاف وإعادة بناء القوات المسلحة، ورشحه له رئيسا لأركان سلاح الطيران أثناء حرب الاستنزاف، وكما يقول هيكل: "كان سلاح الطيران يجتاز عملية إعادة تنظيم تزامنا مع حرب الاستنزاف، وكان الطيران هو أكثر الأسلحة التي دار الجدل حولها، وتعاقب على قيادة الطيران خمسة من القادة هم: صدقي محمود، ومدكور أبوالعز، ومصطفى الحناوي، وعلى بغدادي، ولم يستطع أي منهم إكمال مدته الطبيعية، لكن حسني مبارك تولى المسؤولية واستمر ونجح" ثم اختاره الرئيس السادات قائدا للسلاح.
ويروي هيكل في كتابه "مبارك وزمانه" أنه التقى أول مرة بمبارك بمكتب وزير الحربية وقتها الفريق محمد أحمد صادق، وكان جالسا وفي يده حقيبة أوراق يومها، قام مبارك وسلم على هيكل وقدم نفسه له وتبادلا عبارات مجاملة، وبعدها دخل هيكل إلى مكتب الفريق صادق وسأله عن مبارك: وهل يقدر؟!، ورد صادق "أنه الضابط الأكثر استعدادا في سلاح الطيران الآن بعد كل ما توالي على قيادة السلاح من تقلبات".
ثم يتساءل هيكل: لا أعرف لماذا أبديت بعض التساؤلات التي خطرت لي من متابعتي لـ"مبارك" منذ ظهر على الساحة العامة: كيف بقى الرجل قرب القمة في السلاح خلال كل الصراعات والمتغيرات التي لحقت بقيادة سلاحه؟ وكيف استطاع أن يظل محتفظا بموقعه مع أربعة من القادة قبله، وكل واحد منهم أجرى من التغييرات والتنقلات ما أجرى؟
وكان هيكل يتساءل.. والحقيقة أن مبارك استمر لأنه حرص دائما على أن يكون بعيدا عن أي تحالفات سواء داخل الجيش أو خارجه، يمكن أن تجعله محسوبا على أي من القادة، خاصة أنه بعد هزيمة 5 يونيو، كانت هناك صراعات غير خافية داخل السلطة، بين فريق المشير عبدالحكيم عامر، وأنصاره، انتهت بانتحار المشير واختفائه، وجرت تحولات صعد بها الفريق عبدالمنعم رياض، والفريق أول محمد فوزي، وظل سلاح الطيران يواجه تقلبات، حتى استقر مع مبارك. فيما بدا أنه قدرات إدارية لمبارك، فضلا على قدرته على أن يبعد نفسه عن أي صراعات أو تحالفات.
وعندما تولى الرئيس السادات بعد رحيل عبدالناصر، استمر مبارك، قائدا للطيران، وكان ابتعاده عن السياسة سببا مهما في اختيار الرئيس أنور السادات له ليكون نائبا، ليدخل عالم السياسة الذي تحاشاه طويلا.
وحتى عندما خاض السادات صراعه مع رجال عبدالناصر، ومنهم الفريق محمد فوزي نفسه الذي قدم مبارك لعبد الناصر، تم القبض على الفريق فوزي ضمن ما وصفه السادات بمؤامرة مراكز القوى، في مايو 1971، وأعلن السادات أنها ثورة تصحيح، واعتبرها خصومه انقلابا. وحكم على الفريق فوزي بالإعدام وتم تخفيف الحكم إلى السجن، وتم تعيين الفريق محمد صادق وزيرا للحربية، كل هذه التغيرات والتنقلات والصراعات، وبقى اللواء حسني مبارك وترقى حتى أصبح رئيسا لأركان القوات الجوية، ثم قائدا لها بقرار من الرئيس السادات عام 1972، ومعها كان حرب أكتوبر 1973، ليرتفع نجمه، ويختاره السادات نائبا له بعد عامين من حرب أكتوبر.
قرر الرئيس عبدالناصر تعيينه مديرًا للكلية الجوية في نوفمبر 1967 وكلفه بمهمة إعداد جيل من الطيارين بسرعة وقال له: "كم تحتاج لتخرج دفعة طيارين؟" قال: "سنتين يا سيادة الريس" فرد عبدالناصر: "سنة ونص كفاية" وقال مبارك: "تمام يا افندم" وبالفعل في أقل من 20 شهراً أنجز مبارك المهمة.. وهو ما دفع الرئيس عبدالناصر في 23 يونيو 1969 لإصدار قرار بتعيين حسني مبارك رئيساً لأركان حرب القوات الجوية.. وفي إبريل 1972 أصدر الرئيس أنور السادات قرارا بتعيين اللواء حسني مبارك قائداً للقوات الجوية.. ثم نائباً لوزير الحربية "الدفاع" مع رئاسته لسلاح الطيران.. بينما استبعد السادات الفريق محمد صادق، الذي استمر بعد الإطاحة بفوزي، هو الآخر.
في 16 مايو 1971، وبعد إطاحة الرئيس أنور السادات برجال عبدالناصر فيما سماه بثورة التصحيح عين الشاذلي رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة ومنحه رتبة الفريق، وكان وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة وقتئذ الفريق أول محمد صادق الذي دخل مع الشاذلي في خلافات حول خطة العمليات الخاصة بتحرير سيناء، وفي 26 أكتوبر 1972، أقال الرئيس أنور السادات الفريق أول محمد صادق من وزارة الحربية لاختلافه مع رؤيته لتحرير الأرض، واقتناعه برؤية الشاذلي، وعين الفريق أول أحمد إسماعيل على وزيراً للحربية والقائد العام للقوات المسلحة، وهو الذي أحيل للتقاعد في أواخر أيام الرئيس جمال عبدالناصر وكان بينه وبين الفريق الشاذلي خلافات قديمة، ولكنهما التزما بالعمل فيما بينهما للإعداد لحرب أكتوبر، أي أن حسني مبارك ظل هو العنصر الأكثر استقرارا، وسط أنواء السياسة وتقلبات الجيش، وسوف يبقي مبارك ويذهب الشاذلي بعد ذلك.
ويبدو أن طاعة حسني مبارك والتزامه بالتعليمات، فضلا على كفاءته، من الأسباب التي رجحت كفته لدى الرئيس السادات، بالإضافة إلى أنه تعرف على السادات مبكرا، وهو نائب للرئيس جمال عبدالناصر، وصاحبه في مهام علنية أو سرية في بعض الدول العربية. بالطبع كان مبارك يعتبر نفسه رئيسا محظوظا، لأنه واجه الكثير من المصادفات التي رفعته إلى المناصب العليا بسرعة سواء في الجيش أو حتى في السياسة، التي كان يبتعد عنها بينما تسير هي نحوه في حركة تبدو قدرية أو ربما لأن مبارك حرص طوال الوقت على أن يحتفظ بطموحاته لنفسه ويتجه إليها بخطة واضحة.
كان دخول مبارك إلى الكلية الحربية هو نفسه من نتائج مساعي حزب الوفد، حيث عقدت حكومة الوفد برئاسة مصطفى النحاس باشا معاهدة 36 مع الاحتلال البريطاني، التي أتاحت لأبناء الطبقة الوسطى الالتحاق بالكلية الحربية، بعد الحرب العالمية الثانية، وهي الفترة التي شهدت دخول أبناء المصريين ومنهم من أصبحوا بعد سنوات الضباط الأحرار الذين أطاحوا بحكم الملك فاروق.
كانت الكلية الحربية أملا للطبقة الوسطى، لأنها كلية عسكرية مضمونة المستقبل، كما أنها كانت تمنح خريجها مكانة اجتماعية مميزة، ولم تكن تحتاج إلى أموال ومصروفات لأنها كانت مجانية تماما. وانضم حسني مبارك للكلية الحربية عام 1947 بوساطة المحامي الشهير عبدالعزيز باشا فهمي الذي كان ينتمي إلى قرية كفر المصيلحة، كان عمر مبارك 19 عاما، وعندما وقعت مصر اتفاقية الهدنة عام 1949 كان أمضى عامين فقط في الكلية الحربية وتم اختصار دفعته إلى عامين بدلا من ثلاثة وتخرج "ملازم ثان" بدرجة الليسانس في العلوم العسكرية من الكلية الحربية.
في هذه الفترة ورغم حالة الغليان التي كان يعيشها الشعب والجيش المصري بسبب الهزيمة في حرب فلسطين وفساد الملك فاروق فإن الملازم حسني مبارك كان بعيداً عن مناخ القلق السياسي الملتهب حوله، وربما لذلك السبب لم يهتم تنظيم الضباط الأحرار بقيادة عبدالناصر بضمه إلى صفوفه.. ولم يكن ممن وردت أسماؤهم ضمن التنظيم، كما أن مبارك نفسه لم يهتم بأن يعلن أنه كان يعلم بشأن التنظيم، ولا سعي لربط نفسه بأي علاقة مع الضباط، فقد كان حريصا على أن يواصل ترقيه وصعوده المهني في الجيش.
وعندما أعلنت كلية الطيران قبول دفعة جديدة بها من خريجي الكلية الحربية تقدم حسني مبارك لها لكي يصبح طيارا مقاتلا، وقُبل مع 11 آخرين، وحسب ما يذكر أحد زملائه انضم مبارك لهذه الكلية لأنه كان يهوى الانضباط والالتزام بالأوامر وساعد على ذلك بنيانه القوي، لأن البنية القوية والصحة كانتا المؤهل الأهم بالنسبة للطيار المقاتل، وأمضى فترة دراسة قصيرة بالكلية الجوية لم تتجاوز عدة شهور، حيث حصل على بكالوريوس علوم الطيران ويتخرج في مارس 1950 ويصبح من أوائل الضباط الجويين في مصر، وتدرج في الوظائف العسكرية فور تخرجه، عين بالقوات الجوية في العريش، ونقل إلى مطار حلوان عام 1951 للتدريب على المقاتلات، وفي عام 1952 أصبح خبيرا في قيادة الطائرات "سبيتفايرز الإنجليزية" واستمر بالعريش حتى بداية عام 1953، ثم نقل إلى كلية الطيران ليعمل مدرسا بها، فمساعدا لأركان حرب الكلية، ثم أركان حرب الكلية، وقائد سرب، حتى عام 1959.
جاء مبارك فعليًّا من خلفية لا تختلف في النشأة كثيرا عن خلفيات سابقيه عبدالناصر والسادات، وإن كانت تختلف في الاهتمامات، والانخراط في السياسة، وربما لهذا لم يكن مبارك ولا من حوله يتوقعون أن تسعى له السياسة والسلطة، ربما بسبب انصرافه عنها، بينما ابتعدت عن هؤلاء الذين سعوا إليها.
وفي سنوات الخمسينيات ظل مبارك بعيدا عن السياسة رغم كل ما كانت تموج به تحت حكم عبدالناصر من أحداث في ذلك الوقت، وقد كان استقرار السلطة لعبدالناصر عاملا مهما في تدعيم إبعاد الجيش عن السياسة، لكن القدر قاد حسني مبارك نحو أنور السادات، كان أخو السادات "عاطف" طالبا في الكلية الجوية وكان مبارك هو أستاذه، وفي أحد الأيام توجه أنور السادات الذي كان عضوا في مجلس قيادة الثورة ومقربا جداً من عبدالناصر لزيارة أخيه عاطف في الكلية الجوية، وشاهد مبارك وهو يلقى الدروس، وأعجب به جداً وسجل اسمه في مذكرة خاصة سيعود إليها لاحقا، هكذا ذكر السادات بعد سنوات طويلة وهو يفسر كيفية اختياره لحسني مبارك نائبا له.
وهكذا فقد كان جمال عبدالناصر منخرطا بالسياسة، ومثله أنور السادات، كان المثل الأعلى لعبدالناصر يبحث عنه في التاريخ والأدب وتجارب الإسكندر ونابليون وتشرشل وجاريبالدي وبسمارك، بينما السادات معجب بغاندي لكنه يتخذ من مصطفى كمال أتاتورك في تركيا مثلا له، أما مبارك فلم يكن له اهتمام بالسياسة ولا بالتاريخ، لم يلتفت إلى تنظيم الضباط الأحرار، ولا إلى التحولات السياسية، ولم يعلن نموذجا شخصيا اتخذه مثلا أعلى في حياته، كانت مسيرته المهنية تتسم بالانضباط دون أن يفكر ولو على سبيل الخيال في أية طموحات سياسية، وحتى اختيار السادات له نائبا عام 1975، لم يكن مبارك يقرأ أو يتابع السياسة باعترافه، ويبدو أن هذا لفت نظر السادات الذي كان يحكي له عن تنظيم الضباط الأحرار وسأل مبارك: سمعت عن تنظيم الضباط يا حسني؟
فرد: أنا ماليش في السياسة.. أصل بحرها واسع.. وأنا ليا شغلي وبس.
فهز السادات رأسه وقال: شوف بقى.. اديك هتدخل السياسة من بابها الواسع.
وبالتالي نحن أمام ترتيبات ومفارقات أحاطت بحياة محمد حسني مبارك، الرجل الذي كان حريصا طوال الوقت على أن يبتعد عن السياسة، ويتحاشى الدخول في أي تحالفات سياسية أو مهنية.
بينما تدفعه الأقدار نحو السياسة، وترتب له ترتيبات أخرى، وتعيد صياغة مصيره بشكل مختلف عما يريده هو، فقد كان كل هدفه، أن يواصل صعوده المهني، ويبذل كل جهده لإجادة عمله، بينما يترك الصراعات الأخرى جانبا، ويجني نتائج هذه الصراعات، من دون أن يبدو أن له دور فيها أو في ترتيباتها، وهي طريقة سوف تفيده كثيرا في رحلة الصعود، بينما سوف تؤثر عليه سلبا، في اللحظات الأخيرة، عندما يظل مبتعدا عن الصراع من حوله فيدفع وحده ثمن هذا كله.
كل هذه الخطوات في مسيرة مبارك جعلت كثيرين يعتبرونه مجرد شخص متوسط القيمة استمر وارتقى في مناصبه العسكرية والمهنية، حتى وصل إلى أعلى منصب سياسي بمجموعة مصادفات، لكن هؤلاء ينكرون عليه أنه كان دائما في مرمى المصادفات، كما أنه كان يبدو حريصا على السير في خط مستقيم، من دون تعرجات، وهو يرى غيره يتساقطون بسبب تحالفاتهم أو انتماءاتهم، فقد حرص على تحاشي السياسة لأكثر من نصف عمره، ويبدو كأنه حكم دولة كبرى مثل مصر بالصدفة، ومن دون أن يكون صاحب مشروع سياسي، على عكس بعض زملائه ومجايليه، بل وأيضا سالفيه، جمال عبدالناصر وأنور السادات. بينما يرى آخرون أن مبارك كان دائما ما يخفى طموحاته، في ثياب الطاعة والالتزام، ويتمسك بكتمان ويتحرك بخطوات محسوبة يعرفها هو وحده، ولا يمكن أن يصل رجل إلى كل هذه المناصب والدرجات، من دون أن يخطط لها جيدا، ويسعى إليها بتخطيط واضح.

المزيد من الاخبار

خريطة زوار الموقع

أحصائيات

عدد الزوار حاليا : 11
عدد زوار اليوم : 74
عدد زوار أمس : 266
عدد الزوار الكلي : 139017
مستشار العبادي يتهم متظاهرين بحمل “سيوف ومسدسات” الحسم “مرهون” بالمحكمة الاتحادية... عطلة البرلمان تؤخر جهود الحوار السياسي هل تستفيد أحزاب الإسلام السياسي من تحولات حركة النهضة التونسية؟ الالتفاف على الديمقراطية التشاركية في تونس مشروع البرنامج السياسي المقترح للاتحاد الديمقراطي العربي / الجزء الثاني الحركات التكفيرية وقابلية التوظيف: أزمات ذاتية وتراث مُشوّه انتخابات أَمْ تحوّلات في المجتمع الأميركي؟! أوجاع وآلام النخبة العربية الضائعة فرطت في ربيع شعوبها “ثلاجات اجتماعية”توفر الغذاء للمحتاجين في الأرجنتين