من يرعى هؤلاء؟(5) ملايين يتيم عراقي؟!
التاريخ: Monday, April 08
اسم الصفحة: الصفحة الاخيرة


أكرم علي حسين
منظمات انسانية عربية عديدة اصدرت احصائيات عن عدد الايتام في الوطن العربي وذلك لمناسبة يوم اليتيم  العربي الذي يصادف الثاني من نيسان من كل عام وتصدر العراق القائمة بوجود حوالي (5) ملايين طفل فقدوا ابائهم نتيجة الحروب العبثية في زمن النظام السابق واستمرار الكارثة بعد سقوط ذلك النظام وما تبعه من ويلات التفجيرات الارهابية والعنف الطائفي الذي اوشك ان يدخل العراق في حرب اهلية مرعبة...



يقف المرء مذهولاً امام حجم الكارثة الانسانية والاجتماعية الناجمة عن وجود  ملايين الايتام بلا رعاية او توجيه  بل حتى ادنى درجة من درجات الاهتمام بحاضرهم ومستقبلهم وما تخبئه الايام وهي تتسارع ليجدوا انفسهم فجأة في مقتبل الشباب مجردين من سلاح التعليم والمعرفة, ضائعين في دوامة الحياة بلا  حرفة تعينهم على مواجهة مقتضيات العيش وما يكفي لسد الرمق الاخير...
من يأخذ بيد هؤلاء ؟ من ينتشلهم من الضياع والتشرد والانحراف الامر الذي يفقدهم الاهليه ليكونوا اعضاء صالحين في المجتمع المهدد اصلاً بالتشرذم والتشتت والاصطفافات الطائفية والمذهبية بسبب السياسات غير المسؤولة لاهل السلطة والجاه؟...في بلد تبلغ ايراداته السنوية من تصدير النفط حوالي (100) مئة مليار دولار اميركي لا وجود لقوانين تثبت حقوق المواطنين في هذه الثروة الهائلة, ونعني بالدرجة الاولى والاساس حقوق الايتام والارامل والمعاقين وكذلك الملايين الذين يصنفون في خانة(تحت خط الفقر)...
هؤلاء الملايين الذين يعيشون فوق بحار النفط محرومون من حق الحياة الكريمة, محرومون من الرعاية الاجتماعية في ابسط اشكالها وصورها ويبقون مادة دسمة لكاميرات عشرات المحطات الفضائية التي تنقل يومياً صوراً مؤلمة ومخجلة عن قيامهم بالبحث عن بقايا الطعام في اكوام النفايات المزروعة والمنتشرة في اطراف مدينة بغداد التي تم انفاق ملايين الدولارات لتغطية مصاريف جعلها عاصمة للثقافة العربية!!ولانني بحكم متطلبات المهنة ومقتضيات المتابعة الضرورية يؤلمني كما يؤلم كل المخلصين من ابناء العراق ان تظل بغداد العاصمة العربية الاكثر شيوعاً بالمقارنة مع العواصم الاخرى في اعداد الباحثين عن الطعام في اكوام النفايات والسبب ان الاعلام في  الوطن العربي وفي انحاء العالم يبحث عن المتناقضات في مجتمعاتنا ليرويها بالصوت والصورة لمئات الملايين وخاصة تلك التي تحصل في البلدان الغنية بمواردها النفطية الهائله..
ان ما يحصل في العراق هو قمة التناقض بين اقلية تتمتع بالامتيازات المالية الهائلة واكثرية ساحقة محرومة من ابسط  حقوقها  المادية وبما يكفيها لسد الافواه المهددة بالمجاعة وضياع الامل بمستقبل يبشر بالخير وبزوال الغمة التي تؤرق حياة ابناء العراق عموماً....
ان الرقم الذي يقول بوجود خمسة ملايين يتيم عراقي لابد ان نضيف اليد اصفافهم من ضحايا بالحروب من الارامل والمعاقين واصحاب الاحتياجات الخاصة والعاطلين عن العمل واولئك الذين يعيشون تحت الفقر ولتكون المحصلة ان الغالبية الساحقة من العراقيين يصنفون في لائحة (اليتامى) لان الدولة التي يفترض بأنها اب للجميع قد تخالت عن مسؤوليتها تجاههم وتركتهم يواجهون المصير المجهول في ظل السكوت والتجاهل المقصود والمعتمد للتفاعل مع همومهم والتجاوب مع ابسط مطالبهم في بلد يتباهون بأنه يمتلك ثاني اكبر احتياطي نفطي







هذا الخبر من موقع جريدة الجريدة
https://aljaredah.com