وثائق: هل يؤسس الموساد دولته الجديدة على النيل؟ قراءة ودراسة

 
 


 بقلم / د. رفعت سيد أحمد
التاريخ يؤكد ، كما الواقع ، أنه لا صديق لإسرائيل في العالم وفي منطقتنا تحديداً ، إلا مصالحها فقط ، وهي عندما أدركت خطورة وضعها الستراتيجي ، وطبيعة الكراهية التي تحملها دول المنطقة وشعوبها لها منذ اغتصابها لفلسطين عام 1948 وحتى اليوم ، وهي تسعى لفرض وجودها بالقوة ، والمؤامرات ، وما جرى في ملف دعم بل وخلق حركات التمرد في جنوب السودان ، يؤكد ذلك ، وها هو رجل الموساد العميد (موشي فرجي) في كتابه الوثائقي المهم (إسرائيل وحركة تحرير جنوب السودان) ، ففي جزء مهم من الكتاب عنونه بـ (اتجاهات التحرك الإسرائيلي ناحية السودان) يقول المؤلف : في سياق الحديث عن دور إسرائيل ودعمها لحركة التمرد في جنوب السودان - ومنذ بدايته تقريباً - ينبغي البحث عميقاً لاستجلاء خلفية هذا الدعم وأشكاله ونقاط الارتكاز والمقومات التي نهض عليها ، بيد أن مجرد البحث في ذلك ينبغي أن يتطرق إلى الدوافع والمصالح التي حدت بدولة إسرائيل أن تبذل قصارى جهدها لتقديم هذا الدعم والإسناد الذي شمل ميادين ومجالات متنوعة .



ولذا فإن الأمر - وفقاً للمؤلف - يلزم تحديد الدوافع التي انطلقت من منظور أسرائيلي ستراتيجي بعيد المدى والتي من أبرزها :
1- تنفيذ المزيد من المراحل الاستراتيجية الإسرائيلية الرامية إلى إضعاف الدول العربية وتفتيت وحدتها للحيلولة دون تركيز طاقاتها وحشدها لمعاداة إسرائيل ومحاربتها .
2- تهديد العمق القومي المصري من خلال السودان فمصر كانت تقود جبهة الصراع مع إسرائيل انطلاقاً من إدراكها أن إسرائيل كيان تشكل ليكون مصدر تهديد دائم لها خصوصاً وللدول العربية بصفة عامة .
3- السعي والإصرار لتمكين القوى غير العربية (دول إفريقية وجماعات عرقية) لضمان تقاسمها المزايا الستراتيجية الكامنة في المنطقة (الممرات البحرية والمجالات الجوية وخطوط  المواصلات والثروات المعدنية).
ولا ينبغي أن نغفل أو نتجاهل الأهمية الستراتيجية القصوى والمزايا الكامنة في البحر الأحمر والذي كان يعني استثماره من خلال سيطرة العرب عليه - حرمان إسرائيل من أهم رئتيها - منفذها على البحر الأحمر - وهو ما يعني خنقها بحرياً واقتصادياً وستراتيجياً وعرقلة نشاط ميناء إيلات .
وهذه الدوافع والأسباب عضدت لدى إسرائيل - وفقاً للعميد (موشي فرجي) الرغبة الجامحة لتركيز اهتمامها على السودان نظراً لموقعه المتميز وأهميته الستراتيجية في تعزيز ودعم مصر باعتباره يمثل عمقاً ستراتيجياً لها في مواجهة إسرائيل .
هذه الأسباب جميعاً حفزت إسرائيل على اتخاذ قرارها الحتمي بضرورة الوصول إلى السودان عبر الدول الإفريقية المجاورة له والتي انضمت إلى ما يسمى (حلف المحيط) ذلك الحلف الذي جمع العديد من الدول غير العربية في إفريقيا وآسيا .
ويعتبر أوري لوبيراني مستشار ديفيد بن جوريون للشئون العربية هو مهندس هذا المخطط الذي كان يتوخى حبك الخطط المتقنة والموجهة لضرب الوحدة الوطنية في الأقطار العربية المحيطة بإسرائيل .
وقبل أن أستعرض الخطوات الأولى التي خطتها إسرائيل على طريق التنفيذ الفعلي لدعم حركة التمرد في جنوب السودان - يقول المؤلف - ينبغي أن أشير إلى التصريحات والتوصيات التي أكد عليها وأدلى بها أورى لوبيراني عن أهمية الوصول إلى الصومال .
قال لوبيراني : " لابد من رصد وملاحظة كل ما يجري في السودان ذلك القطر الذي يشكل عمقاً ستراتيجياً لمصر بالإضافة إلى سواحله المترامية على البحر الأحمر مما يشكل له موقعاً ستراتيجياً وهذا يتطلب منا خلق ركائز إما حول السودان أو في داخله كماً " .
إن لوبيراني أشار صراحة إلى ضرورة إيجاد مقومات لتقديم الدعم إلى حركات التمرد والانفصاليين في جنوب السودان .
أما عن مقومات الدعم الإسرائيلي لحركة التمرد فيقول عنها المؤلف : تطلبت عملية ايصال الدعم الإسرائيلي المادي والمعنوي لمتمردي جنوب السودان توافر مجموعة من المقومات لتكون بمثابة نقاط الارتكاز والانطلاق ، ولأن السودان من الناحية الجغرافية يعد بعيداً نسبياً عن إسرائيل فقد اقتضى ذلك توفر هذه المقومات كضرورة للوصول إليه من خلال مواقع مجاورة ومتاخمة له ولذا كان التفكير المنطقي أن تكون هذه المواقع في أثيوبيا وأوغندا وكينيا. وسرعان ما أدركت الزعامة الإسرائيلية ممثلة في بن جوريون وفريق عمله من الخبراء أهمية هذه الدول التي حددها لوبيراني ، ومن ثم ضرورة إقامة علاقات معها تتجاوز إطار العلاقات الدبلوماسية العادية .
كانت مثل هذه العلاقات تشكل أهم مقومات الدعم الإسرائيلي لحركة التمرد المسيحي والوثني ذات التوجه الانفصالي ، لذا فلم يكن غريباً أن تستأثر هذه العلاقات باهتمام كبير من لدن صناع القرار في إسرائيل منذ قيام الدولة .
لقد تجلى هذا الاهتمام في مذكرة بعث بها ديفيد بن جوريون رئيس وزراء إسرائيل إلى الرئيس الأمريكي أيزنهاور عام 1958 طرح فيها اقتراحاً بضرورة إنشاء وتشكيل حلف المحيط تنضم إليه أثيوبيا في القارة الإفريقية إلى جانب تركيا وإيران في قارة آسيا باعتبار هذه الدول من الدول الرئيسية المناهضة للعرب والموالية للغرب استناداً على العلاقات التاريخية والأواصر التي تربطها بالشعب اليهودي منذ القدم .
وأشار بن جوريون في رسالته إلى الخطوات العملية التي بدأ يتخذها في مجال بناء العلاقات والتعاون الوثيق بين هذه الدول ودولة إسرائيل ، وكان من أهم هذه العلاقات الحميمية (علاقة الامبراطور الأثيوبي هيلاسلاسي بإسرائيل) ، وانطلاقاً من تلك الخطوة يمكن القول : " إن الدوائر الإسرائيلية بدأت تولي موضوع إقامتها لشبكة العلاقات المتسعة - مع الدول الإفريقية المحيطة بالأقطار العربية - باهتمام خاص ومنقطع النظير .
ولم يكن البحث عن هذه العلاقات - وخاصة مع أثيوبيا وأوغندا وكينيا - بمعزل في يوم من الأيام عن الخطط الصهيونية الموجهة ضد الأقطار العربية .. فلقد أشار الكثير من المخططين الستراتيجيين الإسرائيليين إلى أهمية الاستفادة من المزايا الستراتيجية الكامنة في العلاقات مع الأقطار الثلاثة ، لمواجهة ما أسموه : جدار العداء العربي لإضعاف قدرة العرب على المواجهة المباشرة مع إسرائيل .
ومرة أخرى أكد " بن جوريون " في كتاباته على جدوى التواصل في علاقات إسرائيل مع بعض الدول الإفريقية ، وبين ما أسماه بالمحددات والمصالح الأمنية والأهداف الستراتيجية لإسرائيل .
ثم حذت جولدا مائير وزيرة خارجية إسرائيل الأسبق ورئيس الوزراء سابقاً حذو بن جوريون حيث تولت بنفسها عملية نسج العلاقات وتوطيدها وتطويرها ، ولم تكن تمل يوماً من التذكير بما تنطوي عليه علاقات إسرائيل بالدول الثلاث من أهمية خاصة بالنسبة لإسرائيل نظراً لمواقعها الستراتيجية المتميزة ، المجاورة للدول العربية بالإضافة إلى كونها تشكل البوابة إلى إفريقيا .
وهكذا يتضح - وفقاً للمؤلف (رجل الموساد العميد موشي فرجي) - أن محور الاهتمام بالدول الإفريقية الثلاث ، إنما كان يعكس إدراكاً إسرائيلياً تاريخياً بأهمية هذه العلاقات ، وإمكانية استثمارها-للضغط على الدول العربية (وخاصة السودان) واستغلالها لتوفير مقاومات الستراتيجية الإسرائيلية لإضعاف الأقطار العربية وتهديد وحدتها الوطنية ، ومن هنا كان تحركها الواسع نحو إقامة علاقاتها مع الدول الثلاث يشكل الوعاء الذي يستوعب كل دواعي ومبررات التدخل.
أما عن جذور تلك العلاقات مع الدول الثلاث (أثيوبيا - أوغندا - كينيا) التي صارت عدواً لمصر في قضية المياه لاحقاً، وهو أمر طبعاً ليس مصادفة ، يقول المؤلف : شكلت فترة أواخر الخمسينات انعطافاً مهماً في تحرك إسرائيل نحو إقامة علاقات مع الدول الإفريقية ، وعلى الأخص الدول الثلاث : إثيوبيا وأوغندا وكينيا ، ففي عام 1958 وما تلاه أقامت إسرائيل علاقات مع تلك الدول الثلاث بادئة بأثيوبيا ثم أوغندا ثم كينيا - وبعد أن تولت جولدا مائير مهمة الاتصالات المباشرة وغير المباشرة مع هذه الدول وفي إطار الجهود الإسرائيلية لإقامة هذه العلاقات تم تبادل التمثيل الدبلوماسي مع هذه الدول والشروع في إقامة هيئة على مستوى عال لتطوير هذه العلاقات بحيث تشمل كافة المجالات والميادين .
وقد اتبعت الدوائر الإسرائيلية خطواتها الهادفة إلى تعميق وجودها وتغلغلها في هذه الأقطار- سعياً وراء توفير متطلبات ومقومات التدخل في الجنوب السوداني ، بخطوات أخرى - غير العلاقات الدبلوماسية - في كل من هذه الأقطار وقد شملت هذه الخطوات المجالات الاقتصادية والعسكرية والأمنية ، لتشكل بالتالي النواة والركيزة الأساسية في المخطط الإسرائيلي الرامي والمتجه نحو إحاطة مؤخرة أقطار الوطن العربي بسياج من الدول غير العربية ، المعادية للوطن العربي والقومية العربية .
ويمكننا أن نحدد الآن - والقول للمؤلف - مجموعة من الخطوات التي اتخذت - في نهاية المطاف للاستراتيجية الإسرائيلية التي لم تهدأ - والمقومات التي استند إليها دور إسرائيل في دعم حركة التمرد في جنوب السودان ، وأبرز هذه الخطوات وفقاً لرجل الموساد في كتابه الوثائقي : 
1- إقامة علاقات أمنية مع الدول الثلاث  :
في أعقاب نجاح إسرائيل في إنشاء علاقات دبلوماسية مع الدول الثلاث (أثيوبيا ، أوغندا ، كينيا) تحركت الدوائر الإسرائيلية لتوسيع أفق العلاقات مع تلك الدول لتشمل مجالات أخرى متعددة ومتنوعة ، في مقدمتها مجال التعاون الأمني .
وقد أحرزت إسرائيل في هذا المضمار نجاحاً غير عادي بل وساحقاً في أثيوبيا ، عندما انتزعت من امبراطورها الراحل هيلاسلاسي الموافقة على تولي مهمة الإشراف على أجهزة الأمن الأثيوبي وتدريبها من قبل عناصر إسرائيلية نشطة ومنها جهاز الأمن الداخلي والشرطة والاستخبارات ووزارة الداخلية .
ولم تكن سيطرة إسرائيل على هذه الأجهزة الأمنية في إثيوبيا بمعزل عن مخططها لإقامة مواقع الوثوب والانطلاق إلى السودان وبقية الدول العربية المجاورة ، فلقد أتاحت هذه السيطرة الفرصة السانحة لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) وجناح المخابرات العسكرية للبدء في توجيه اهتمامها ونشاطها إلى السودان والدول العربية الأخرى .
ويمكننا الاستدلال على ذلك من خلال الزيارات المتوالية التي قام بها قادة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية - في أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات - إلى أثيوبيا - ومن هؤلاء :
1- حاييم هيرتسوغ " الذي تولى رئاسة الاستخبارات العسكرية [ أمان ] في عام 1959 - 1962 (ورئاسة الكيان الصهيوني لاحقاً).
2- ايسر هرائيل " الذي تولى رئاسة الموساد من عام 1952 - 1962 .
3- مئير عميت " تولى أيضاً رئاسة الموساد من عام 1963 إلى عام 1968 ، وكان له دور خطير في إنشاء جهاز " السافاك " (المخابرات الإيرانية في عهد الشاه) وجهاز الأمن السري التركي المعروف بالاسم الرمز TNSS.
4- إبراهام تمير " وكان يتولى منصب ضابط الإدارة العسكرية وشؤون التخطيط الستراتيجي .
5- يسرائيل ليئور " سكرتير رئيس الحكومة للشؤون العسكرية .
6- أوري لوبيراني " مستشار رئيس الوزراء للشؤون العربية والمخطط الرئيسي لإقامة حلف المحيط .
وفي ضوء التحرك الإسرائيلي لخلق مقومات التدخل في شؤون الدول العربية أنشأ جهاز الموساد شركــــة [ إينكودا ] لتكون واجهة له وكقاعدة تستخدم لانطلاق الجواسيس والعملاء إلى كل من السودان واليمن وعدن ، للاتصال بالعناصر المتعاونة في الداخل ، وأستعين بهم - بالفعل - في مهام إيصال الدعم إلى حركة التمرد في جنوب السودان ، وعندما كانت الحركة في مراحلها الأولى .
2- التعاون في المجال العسكري :
وفي ظل نمو العلاقات الأثيوبية الإسرائيلية الشاملة ، برز التعاون العسكري بين الجانبين بشكل ملحوظ ، وتفوق على غيره من أوجه التعاون الأخرى .. فلقد شمل هذا التعاون في مراحله الأولى إرسال المستشارين العسكريين إلى أثيوبيا لتنظيم وتدريب الجيش الأثيوبي برئاسة ضابط كبير كان يشغل منصب رئيس بعثة وزارة الدفاع .
وقد نوهت بعض المصادر - في عام 1960 - بأن عدد المستشارين الإسرائيليين الذين تولوا مهام تدريب الوحدات الخاصة مثل وحدات المظليين والكوماندوز البحري والحرس الامبراطوري - إلى جانب مهام التدريس في المعاهد العسكرية - قد بلغ حوالي 600 مستشار عسكري .
لقد شكل هذا الدعم أهم مرتكزات ودعائم الوجود الإسرائيلي فيما وراء ظهر الأقطار العربية، لاسيما أنه عزز بالتواجد البشري بالإضافة إلى العنصر المادي الذي يتمثل في الشركات وصفقات السلاح الإسرائيلية والتي بدأت تتدفق على أثيوبيا بدءاً بالرشاش " عوزي " ومروراً بمدافع الهاون ووسائل القتال الأخرى ، حيث الصواريخ " جبرائيل " والطائرات المقاتلة .
3 - القواعد العسكرية الإسرائيلية :
بذلت إسرائيل جهودها - وبشتى الطرق لتعزيز وجودها العسكري والأمني من خلال إقامة القواعد العسكرية الموجهة في الأساس ضد الدول العربية ، وبالفعل أقيمت القواعد البحرية في ميناء " مصوع " عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر ، بالإضافة إلى القواعد الجوية في كل من أثيوبيا وكينيا ، والتواجد الجوي في غينيا ..
إن إسرائيل كانت قد أقامت - وفقاً للعميد موشي فرجي في كتابه الوثائقي الهام - عدة قواعد جوية في تشاد وعلى الأخص في المنطقة المجاورة لحدود السودان ، ومنها مطار بحيرة "إيرو " ومطار " الزاكومة " ومطار " مفور " .
وقد اتضح بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين تشاد وإسرائيل أن مهمة هذه القواعد كانت مراقبة الحدود الليبية والسودانية ، بالإضافة إلى امكانية استخدامها ضد مصر ، لضرب أهداف منتخبة في مؤخرة الجبهة المصرية .
4 - الأسلحة الإسرائيلية إلى الدول الثلاث :
واستكمالاً للمخطط الإسرائيلي لإيجاد مقومات العمل المنسق ضد السودان والدول العربية الأخرى يقول العميد (موشي فرجي) راحت الدوائر الإسرائيلية - وفي ضوء التسهيلات التي منحت لها - ترسل الأسلحة إلى كل من أثيوبيا وأوغندا وكينيا ، أما بالنسبة للجيش الأثيوبي ، فقد بدأ يتلقى السلاح الإسرائيلي منذ عام 1959 ، وقد شملت هذه الصفقات في المرحلة الأولى الأسلحة الخفيفة (الرشاش عوزي) ثم مدافع الهاون والذخيرة والقنابل .
وبوصول هذه الأسلحة تكون إسرائيل قد هيأت جميع المقومات التي تتطلبها عملية التدخل في جنوب السودان دعماً لحركة التمرد الانفصالي ..
هذا عن أثيوبيا ، أما بالنسبة لأوغندا - الدولة المتاخمة للسودان - فقد استأثرت هي الأخرى باهتمام إسرائيلي خاص لعله لايزال مستمراً حتى اليوم ، وما الموقف العدائي ضد مصر وبخاصة في قضية مياه النيل وتوزيع حصصها إلا انعكاس لهذا الدور الإسرائيلي الخبيث في الضغط على مصر رغم (وهم السلام) الذي يتمسك به دعاة التطبيع وسماسرته من الساسة والخبراء الستراتيجيين العجزة ، في بلادنا المنكوبة بهم.

 

 
 



 صفحة للطباعة صفحة للطباعة

 أرسل هذا الخبر لصديق أرسل هذا الخبر لصديق

 
 

 
 

· البحث في اخبار وثائق
· البحث في اخبار جميع الصفحات


أكثر خبر قراءة في وثائق:
هيكل: حائط الصواريخ والفرق بين مشروع ومبادرة روجرز