المرأة: مشـــكلات الأطفــال تحـير الأم في غيـاب الأب

 
 


وارد أن يخطئ الصغير خطأ بسيطاً كأن يفتح حقيبة والده مثلاً، أو يضرب أخاه أو أخته الصغرى أو حتى يكبر فيبدأ بالتدخين، أو يتأخر خارج المنزل، وكثيرات هن الأمهات اللواتي يكتمن الأمر تماماً عن الآباء خوفاً من انفعالهم وبالتالي ضرب الابن وإهانته.. ولكن هل هذا موقف صحيح تربوياً ونفسياً واجتماعياً في حق الأم قبل الأب والأم؟ هذا ما يجيب عنه هذا التحقيق.
خالد أحمد خليفة يقول: في الأشياء البسيطة التي لا تستحق، من مثل أن يعتدي ابني عبدالرحمن على أخته الصغيرة أو أن يتأخر خارج البيت، وحتى إذا حدث وجرب، فتناول سيجارة تنصحه أمه في البداية بأن يكف عن هذا الشيء من دون أن تخبرني به، ثم إذا ما استمر فيه تحذره بأنها ستبلغني مرة واثنتين.



وعن السلبية التي يراها، في إخباره مباشرة فور وقوع الخطأ يقول: جربنا والنتيجة أنه وهو لايزال بالصف الثاني، كان يخبر أمه بكل ما يحدث له في المدرسة وغيرها، ولما بدأت أمه تخبرني كانت النتيجة أنه صار يكتم في نفسه، ويحجب عنها أخباره، وبدأت هي تخبرني ولو كان بعيداً عنه، ومن دون أن يعلم أنها أخبرتني وبذلك بدأت تبني جسور الثقة معه من جديد.
ويتفق جمال جعفر مع سابقه في الرأي، مضيفاً: هذا يرجع إلى نوع الخطأ، فلو كان بسيطاً وحدث في المدرسة، مثلاً، مثل أن زميلاً له أخذ شيئاً منه، أو أن ابني فقد نظارته، وعليه أن يبحث عنها في اليوم التالي، فلا داعي لأن أعرف بالحدث، من الأصل، ولكن المشكلات الحقيقية تبدأ من المشكلات الكبيرة، مثلاً لو أن طالباً اعتدى على ابني، فأحدث جرحاً واضحاً به، أو أن طالباً أعطى ابني وهذا، حدث بالفعل، ورقة بها اسم موقع إباحي، وهنا يجب على أمه فوراً أن تتدخل وتخبرني بالأمر، وأن أتفرغ للمعرفة به، والإلمام ودعوة ابني لمقاطعة زميله هذا.
ويضيف: دور الأم في كتمان ما يحدث للابن أو الابنة ضروري، ما دام الأمر بسيطاً، أما إذا استفحل الموضوع فلا بد من إخبار الأب.

احتواء وحذر
أم محمد -ربة منزل- 50 عاماً تقول عن تجربتها: ابني دخن سجائر وعمره 16 عاماً، خرج من المدرسة ومباشرة إلى احد المحال  ليشتري سجائر هكذا يفعل اغلب  طلبة الثانوية اليوم، وفق رواية أم محمد، ورغم أنه شاب هادئ، ومتماسك، إلا أنه لكي يثبت لأقرانه أنه صار رجلاً، وكبر دخن، وعرفت بذلك عندما دخل عليّ وأنا أعرف جيداً أن زوجي يجب ألا يخطئ ابنه، ولأنه يريده أفضل منه فقد يتصرف معه بشدة، ولذلك أحب أن أتصرف من نفسي، وأكتم هذا الأمر عن الأب، على ألا تتكرر وأصرح بذلك وأنصح وقلت لابني: إذا تكرر تدخينك سوف أخبر أباك وأحرمك من الذهاب لأصدقائك. لنفترض أنها "غلطة" هل من المناسب أن يضرب زوجي ابني على تدخينه ويصفعه على وجهه وزوجي نفسه كان مدخناً؟ أفلا يشعر الابن ساعتها بالتناقض الشديد؟ وتضيف: عليّ أن احتوي الموقف، ولو أن إحدى بناتي صاحبت فتاة أراها غير مناسبة، وأخلاقها ليست جيدة وابنتي في مرحلة عمرية حرجة من المراهقة، وما إلى ذلك هل الصواب أن أكتم عن زوجي، أو أن أخبره؟ وتجيب أم محمد: احتوي الموقف وأنصح البنت مثلما نصحت الابن مرة واثنتين وثلاثاً، وبالحب والحنان وبعد أن تنتهي المشكلة تماماً أخبر زوجي بما حدث، فإذا تحدث مع الأبناء وأتوا ليعاتبوني على إخباره رغم أنهم انتهوا عن الخطأ أخبرهم بأنني سامحتهم بإرادتي، وأنني في كل مرة لن أسامح، وقد يأتي اليوم الذي أخبر والدهم فيه مباشرة، حتى لا يفهموا الأمر على أنهم من الممكن أن يخطئوا على طول الخط مادمت أسامح.
أم عفراء توضح أن دور الأم في التنشئة أكبر من دور الأب، لأنها توجه بطريقة مرنة، والطفل يتسم بالعناد فإذا ما تدخل الأب بقوة انفلت زمام الابن، ومراهقو اليوم لديهم قدرة على المجادلة، فقد يقول أحدهم للأب: لماذا تعيب عليّ كوني مدخناً وأنت قديماً كنت تدخن؟ وتضيف : وأطفال اليوم يتفتحون ويفهمون منذ ما بعد سن الثانية والثالثة وأنا منهجي مع بناتي لا يخبئن شيئاً عني، وحتى لو أخطأن أصفح عنهن وأعالج الموضوع بمرونة، أما إذا تكرر الخطأ فتتبدل اللهجة، ولا حاجة لدي للجوء للأب أو أحد من الأهل غالباً، ولكن يحدث أحياناً أن أنبه الأب أو غيره أن يفتح الموضوع مع بناتي بلطف، وكأنه لا يعرف مني فيناقشه معهن بهدوء ومن دون إحراج، ولكني لا أسمح لأحد بداية من الأب بأن يوبخهن.
زينب الأنصاري تطرح رايا مغايرا : اضع الأب دائماً في الصورة حتى لو كان الأمر صغيراً جداً فإذا عاد أحد الأبناء من المدرسة مع زميل له سلوكه لا يعجبني أو جلس إلى جواره في الحافلة أخبر الأب وأنقل له كامل الصورة ولكن ليس في حضور الأبناء، وإن كانوا يعلمون أنني أخبره، وهو في المقابل يتحدث معهم بطريقة دبلوماسية.
ابتسام  علي - ربة منزل- تختلف مع جميع سابقاتها فتقول: لا أريد أن يظن الآباء والأمهات أن إخبار الأم للأب بما يفعله الصغير أو الكبير من الابناء هو العلاج دائماً، فالأمر نسبي وهي تعرف أفراد أسرة جميعهم مدخنون، منذ الصغر، ولم يستطع الأب فعل شيء معهم، ومنهم من تمادى فيما هو أكثر من الدخان للانحراف الشديد، ومن ترك الدراسة أصلاً، والأم أخبرت الأب، والأب عاقب، وتفاهم ولا حل سوى إرادة الله، البعض يظن أنه بالتنشئة الصالحة، وغيرها يظل الابن صالحاً، ويجب أن ننتبه إلى أن المقدمات الجيدة قد لا تخلق نتائج كذلك، فلربما خرج لهم عامل لم يكونوا يتوقعون تأثيره، فأضاع لهم جميع المتابعات تغير بيئة من سفر الابن أو صحبة، وهناك أمور قدرية ينبغي على كل أم وهي تربي أن تضعها في حسبانها فقد تتعب، ولا تجني، وابن نبي الله نوح مات على الكفر.
أسماء  الدوري  تقول: سعادة أي أسرة قائمة على الأم الموجودة فيها مع احترامي للأب، ومن هنا أرى أن تحويل المشكلات الصغيرة وحتى الكبيرة أيضاً، للأب هي هدم للعلاقة التي بينه والأبناء، بل حكم عليها بالإعدام، مع عدم إيجاد الحل المطلوب للمشكلة، فأنا مع كتمان الأم لجميع مشكلات الابناء الصغيرة منها والكبيرة فاحتضان الأم لابنائها، وكونها مستشارتهم في كل صغيرة وكبيرة يقوي العلاقة بينها وبينهم، ثم يأتي دور الأب ليتعرف إلى المشكلة على أنها كانت موجودة، وتم حلها بالفعل، فلا يجب أن يعرف بالأمر عن طريق الشكوى من جانب الأم مثلاً عند تدخين أحد الابناء يجب أن يناقش الأمر بالتساؤل عن دورها هي، أين كانت، وهل هو راجع لأصدقاء السوء أم ماذا؟
وتضيف اسماء: حين تحويل المشكلة للأب نخدش علاقة الاحترام التي بينه وبين الابن، والأم دائماً مسامحة، فتحتوي كثيراً من الأمور، ثم هناك الجلسة الأسبوعية الأسرية التي اقترحها على أسرنا، بحيث تجتمع الأسرة كلها، وتقول الأم للأب، كانت هناك أخطاء من الابناء وتم تداركها من دون فتح الموضوع أمامهم.
وإذا ما روت الأم للأب المشكلة بعد الانتهاء منها وهذا واجب وعاتب الأب الصغير تضيف اسما هنا يجب أن تعقد جلسة لمعاتبة الأب نفسه كي لا يكرر هذا الفعل، وكي يستطيع- هو نفسه- أن يعدل من سلوكه، مع ملاحظة أننا نعايش رجلاً شرقياً، أي أنه يحب أن يكون الكل في الكل في البيت، فلا يخفى عليه أي أمر يحدث فيه، فلا بد من إخبار الأب، ولكن مع اختيار أجواء وأوقات مناسبة لهذا. وترى أنه يجب أن تراعي الأمهات في البيوت تنظيم حياة الابناء وتحديد وقت للاستشارات وعمل جدول حتى للخادمة وأيضاً التعامل مع الابن بحكمة كي لا يخرج خارج البيت وينحرف وتفصح الأمهات بلا احتفاظ بسر الابن بخصوصية المرونة في التعامل التي تخلق جسوراً من القناعات الأسرية التي تواكب تطور الأسرة من داخلها بوجود الأم الواعية فيها.

أساس خاطئ
د. جميلة العطار ، تختلف تماماً مع سابقتها فتقول: يجب أن تخبر الأم الأب أولاً بأول بكل صغيرة وكبيرة يقوم بها الابن، وهي ستراتيجية تربوية غيابها يساوي إشعار الابن أنني كأم اهتم بأمره وأبوه لا، لأن كثرة تدخل الأم بمفردها لحل المشكلات قد تعني لدى الصغير أن أباه غير مهتم بأموره، وأن المعني بها فقط هي الأم، وأهم شيء في هذا التداخل الثبات الستراتيجي في معاملة الأم، والأب للطفل، فلو عاقب الأب الطفل على فعله، أو أقر ما استنكرته الأم، أو العكس فهو يضر بالطفل ضرراً هائلاً أكبر من الخطأ الأصلي للصغير، ولذلك يجب أن يجلس الأبوان معاً لتصبح الصورة لدى الصغير أن الأب والأم معاً يهتمان بأمره، ثم حين ننصحه نركز على القيم الإيجابية في شخصيته، ولكن هناك أموراً من مثل عدوانية الطفل التي تساوي عندي أن هناك حاجة نفسية عنده غير مشبعة أخبر الأب بها، وحتى لو تصرف الأب خطأ لمرة، فالضرر أقل من عدم معرفته بالطبع، الأب سيعدل من سلوكه على أن تحسن الأم التوصيل بشفافية وأريحية للأب، وتدير الموقف كله بشجاعة ونجاح.

 

 
 



 صفحة للطباعة صفحة للطباعة

 أرسل هذا الخبر لصديق أرسل هذا الخبر لصديق

 
 

 
 

· البحث في اخبار المرأة
· البحث في اخبار جميع الصفحات


أكثر خبر قراءة في المرأة:
زواج المرأة من رجل يصغرها سنــّا ً... أسبابه ُ ونتائجه ُ