منوعات: الدراما العراقية في رمضان

 
 


مخرج سوري في دراما محلية هوسة مسلسلات ووجوه جديدة
قحطان جاسم جواد
من خلال متابعتنا للدراما العراقية  خلال شهررمضان  الكريم اتضحت لنا مجموعة  من الملاحظات ، سنحاول الغور فيها .
العراقية اولاُ
كما طالبناوتمنينا ان تكون قناة العراقية هي المتسيدة للدراما العراقية ، فعلتها العراقية هذا الموسم في شهر رمضان المبارك, حين قدمت اكثر من ثمانية اعمال درامية, بالاضافة الى مجموعة من البرامج الترفيهية . وهذا يمكن ان يخلق توازنا على شاشات الفضائيات العراقية, بعد ان كانت بعض الفضائيات الاخرى هي  المتسيدة وفارضة لاجنداتها دون منافسة من الاخرين . ونتمنى ان تتطورهذه الحالة في قابل الايام لتصبح ظاهرة تفرض على الجمهورالتأثر بها ومتابعتها .

المخرج السوري
 من الظواهرالجديدة هي عودة الدراما العراقية من سوريا الى العراق وجلبت معها المخرج السوري.  وهذه الظاهرة مسؤول عنها المنتج المنفذ العراقي وبمساندة من الفضائيات العراقية . وفي الوقت الذي نجد اكثر من مخرج سوري يعمل في مسلسلات عراقية, نجد ان هناك مخرجين عراقيين يجلسون في بيوتهم . وهذا لا يرضي ابداً وغير معقول . اذا كانت الدراما معاصرة ( مودرن ) فلا بأس من استقطاب مخرج عربي  سواء كان سوريا اوغيره, لان الدراما المعاصرة تعتمد على امورمتشابهة ويفهمها الجميع . لكن ان تأتي بمخرج سوري لمسلسل شعبي  مغرق بالمحلية وعاداتها وتقاليدها فهذا هو غير المعقول الذي نتحدث عنه . كيف سيعرف السوري عادات وتقاليد أهل باب الشيخ وكيف يجلسون في المقهى, أو كيف تقف المرأة في باب المنزل, أو كيف تلف عباءاتها, أواللهجة التي تتميز بها محلات بغداد  انه غريب حقا . ولماذا لا نفسح المجال امام  مخرجينا مثل محمد شكري جميل  وفاروق القيسي ونزار الفدعم وفارس طعمة وعزام صالح وغيرهم.
تكرار الوجوه
عودة الدراما العراقية من سوريا على نحو مفاجيء أربك الساحة الفنية بحيث شهدت تنفيذ اكثر من عشرين عملا فنيا في آن واحد ، مما جعل جميع الممثلين  يتناقلون بين تلك الاعمال ، كما جعل جميع المخرجين في حيرة من أمرهم في الحصول على الممثل المناسب للدورالذي يبغيه . كل ذلك جعلنا نرى تكرارا للوجوه الفنية في الاعمال العراقية فكل ممثل وممثلة اشترك في اربعة اعمال او خمسة  بحيث جعل المشاهد لايركز على الشخصيات ويخلط بينها .! والسبب الرئيسي وراء كل ذلك هوان الفضائيات لا تنفذ اعمالها طوال السنة بل تتذكر الدراما في الاشهر الثلاثة قبل رمضان, وتختار فصل الصيف والحرلتنفيذ مسلسلاتها, وبذلك تتجمع كل الاعمال خلال تلك الفترة فتخلق حالة فوضوية امام الممثلين والمخرجين . وهذا  يجعلنا نطالب بإعتماد التخطيط  العلمي السليم . والعمل على تنفيذ الاعمال الدرامية بعد انتهاء شهر رمضان حتى تستطيع الدراما ان تحصل على الممثل المناسب والمخرج المناسب بلا فوضى او تكرار للوجوه .
سليمة باشا
من الاعمال التي تعرض اليوم مسلسل ( سليمة مراد) الذي يحكي جانبا من حياة  المطربة العراقية الكبيرة سليمة باشا . وقد لفت انتباهي نفس الخطأ الذي وقعنا فيه بمسلسل(عفيفة اسكندر)واقصد به تقديم الاغاني لاهم مطربتين بصوت اخر لمطربة شابه هي اصيل ابنة الملحن كريم هميم .وبذلك سنحرم من سماع صوت سليمة مراد كما حرمنا من قبل من صوت عفيفة . واتعجب لامر العراقيين في هذا المجال وعدم  تعلمهم من المصريين اواللبنانيين الذين قدموا اكثر من مسلسل عن شخصياتهم الغنائية  مثل ام كلثوم وعبد الحليم حافظ والشحرورة الصبوحة. وكانت أصوات المطربين في العمل هي الاصوات الحقيقة لذلك نجحت تلك الاعمال وتقبلها الجمهور برحابة صدر  في حين ان اعمالنا تقتل اصوات المطربين الحقيقيين وتحرم الجمهور منها ولا ادري لذلك سببا. ! واتساءل هل يجوز ان تشاهد عملا عن عفيفة من دون ان تسمع  صوتها الفريد, او نشاهد عملا  عن سليمة مراد من دون ان نسمع صوتها  العذب . لاسيما ان تسجيلات عفيفة وسليمة متوفرة في محلات التسجيلات في بغداد . فما العذر إذن ؟!
وجوه جديدة
كما لاحظت العديد من الوجوه الشابة في المسلسلات العراقية  وهي خطوة نباركها لرفد  الدراما  بالوجوه الجديدة,  واخص بالذكر  مسلسل الدرس الاول  للفنان الكبير قاسم الملاك  والمخرج  جمال عبد جاسم , الذي قدم  وجوها كثيرة في هذا العمل  بالذات.  بالاضافة  الى ذلك  هناك  وجوه  اخرى لشابات  وشباب  في اعمال اخرى . وهو  ما يبشر بالخير .
هوسة مسلسلات
 لابد لي من الاعتراف بأن هناك هوسة في العروض المقدمة للدراما العراقية ، بحيث جعلتني لا أركزعلى الاعمال بسبب كثرتها وتقارب اوقات عروضها, اي  عرض اكثر من مسلسل في نفس الوقت مما يحرم المشاهد من متابعة العملين .  وكذلك هناك عروض عربية في نفس الوقت ايضا تأخذ من جرف المتابعة . وبذلك حلت علينا فوضى لم نشهدها من قبل فهناك اكثر من عشرين عملا عراقيا واكثر من عشرة اعمال عربية مصرية وعشرة اعمال سورية  ومثلها كويتية . فكيف لي او لغيري ان يتابع تلك الاعمال ! انها حيرة فعلاُ .
عادل امام
من الاعمال التي تابعتها مسلسل ( فرقة ناجي عطا الله ) بطولة عادل امام  ويبدو لي ان عادل لا يريد مفارقة قضية النجم الاوحد وظهوره بالطريقة السوبرمانية  وتأديبه للاسرائيليين . ونحن  نعرف ان الاسرائيليين هم الذين ادبوا العرب  واخذوا اراضيهم وتحدوا العالم كله . ظهر عادل امام يعطي الموعظة لاسرائيل وهو يعيش بينهم وعمره تجاوزاكثرمن سبعين عاما( اكو موظف بهذا العمر)! يعني ان سمة الاقناع للجمهور مفقودة هذه المرة .
رحيل نجم الربيعي
في غرة شهر رمضان  فارق دنيانا  الفنان الكوميدي  نجم الربيعي من دون ان يرى اعماله التي شارك فيها  وهي من  الحالات النادرة  عندنا فرحم الله هذا الفنان  الذي اعتاد  الناس على  قفشاته وحركاته  الكوميدية  لاسيما في مسلسل بيت الطين  الذي حل علينا بجزئه الرابع وكذلك مسلسل شندل ومندل وبيت المعيدي ومسرحيته الجديدة مع المخرج غانم حميد .
برامج فجة
مازالت بعض القنوات تقدم برامجا فجة لامعنى لها ولاهدف ولانص. مجرد حوار  سمج يصل الى السخافة احيانا. وحجتهم الترويح عن الشعب  المهموم . فلو كان  الترويح او الكوميديا  فيها هدف تربوي او اجتماعي فالحجة مقبولة . لكن نقدم ضحكا بلا هدف يعد سفاهة !
فنانون عراقيون في دراما  عربية في هذا العام حصل بعض الفنانين العراقيين على فرصة جيدة في العمل ضمن الدراما العربية ، بعد ان حققوا شهرة عربية من خلال اعمالهم على الفضائيات العراقية . وقد شاهدنا خلال شهر رمضان المبارك مسلسل الفنان عادل امام  ( فرقة ناجي عطا الله ) ،وفيه من العراقيين  بهجت الجبوري وباسم قهار وسلام زهرة ونجلاء بدر ومهدي الحسيني . وهي خطوة تعني فك القيود عن عزلة الفنان  العراقي وبداية النجومية العربية له . كذلك  شاهدنا جواد الشكرجي في مسلسل عمروهو انتاج  عربي لحامد العلي واخراج سوري لسامي الجنادي . كما شاهدنا الفنان حسين عجاج في مسلسل إمام الفقهاء وهو انتاج عربي إيراني . تحية  لنجومنا العراقيين في خطواتهم  العربية .
بعيدا عن الكوميديا بالرغم من ان بعض نجوم الكوميديا اعتاد عليهم الجمهور بأدوار الضحك  والفكاهة , لكن بعضهم كسر الحاجز النفسي وادى ادوارا جميلة  بعيدا عن الكوميديا, كما الحال مع الفنان خليل ابراهيم الذي يقدم  حاليا غير شخصية ملتزمة مثل  دوره في مسلسل باب الشيخ(الجاد جداُ), وكذلك شخصيته في سليمة باشا بدور الموسيقي  الرائد صالح الكويتي. كذلك الحال مع ناهي  مهدي ومحمد حسين عبد الرحيم  . وهذا دليل على قيمتهم الفنية الكبيرة باعتبار ان الممثل يجب ان يمثل كل الادوار  ولا يحبس نفسه في اطار معين.

 

 
 



 صفحة للطباعة صفحة للطباعة

 أرسل هذا الخبر لصديق أرسل هذا الخبر لصديق

 
 

 
 

· البحث في اخبار منوعات
· البحث في اخبار جميع الصفحات


أكثر خبر قراءة في منوعات:
المخدرات والاتجار بالبشر أخطر الجرائم المنظمة بأوروبا