محليات: الإســـلامــوفـــوبيـــا

 
 


راسم الحديثي
      هزَّ العالم الإسلامي الفيلم المسيء للنبي الكريم والذي عُرِضَ في إحدى كنائس أميركا من قبل قسٍ متطرفٍ بعدائِهِ للإسلام وسبقَ لهُ أن أحرقَ القرآن الكريم , وكانت نتائج ذلك حصول ارتدادات غير مدروسة في العالم العربي والإسلامي عموماً منها قَتل السفير الأميركي مع ثلاثة أميركان في السفارة الأميركية في ليبيا .



     وسبقَ أن تطرقتُ الى موضوع العداء للإسلام والذي نما في أيامنا الأخيرة وما يسمى الإسلاموفوبيا و أشرنا الى أن فوبيا كلمة يونانية معناها الخوف ليصبح معنى الإسلاموفوبيا  هو الخوفُ من الإسلام.
     وأشرنا الى أن هذا العداء يظهر بشكل دعوات ونشرات وأفلام وتظهر في بلدان دساتيرها تجيز أي نشاط إعلامي وضربنا أمثلة مثل (خيرت فلدرس) زعيم حزب في هولندا وكتاب آيات شيطانية للكاتب سلمان رشدي والذي ينحدر من أصول إسلامية كما أن هناك صومالية من أصول إسلامية هاجرت الى أميركا لتشارك المعادين للإسلام آرائهم وأفكارهم.
     وبعد الفيلم سيء الصيت نشرت صحيفة فرنسية صوراً كاريكاتيرية تسيئ للرسول الكريم , ولكون أميركا الأنظمة الغربية عموماً لا تستطيع حكوماتها منع تلك الظواهر اعتماداً على دساتيرها كما سبق وبما أن الجدل الحاصل بين المسلمين والحكومات الغربية والذي يروم الى الحد من هذه الظواهر لا يفضي الى شيء فإن تلك الظاهرة ستزداد تطرفاً وانتشاراً.
     إن ما نراه اليوم من تخلفٍ كبير لدى البلدان الإسلامية في العادات والتقاليد حاول البعض من الإسلاميين ربطها بالإسلام كمبادئ وإن الردود العنيفة وغير المدروسة والتي تزيد الظاهرة ولا تضعفها تبرر للإسلاموفوبيين إسلاموفوبيتهم   وهنا يجب إعادة تأكيد ملاحظاتنا السابقة بأن هدر دم سلمان رشدي في حينها أدّى الى ازدهار مبيعات كتابه وكذلك قتل السفير الأميركي في ليبيا أعطى نفس النتائج لعدد مشاهدي ذلك الفيلم موضوع بحثنا.
    ويبقى الحل الوحيد للمسلمين في العالم كلّه استخدام أساليب حضارية للرد وقد يكون إهمال الشيء أكثر إيلاماً من الاهتمام به, وعلى المسلمين اعتبار دينهم قابل للتطور مع الحداثة في العالم وعدم اعتباره أسير مرحلة تاريخية , فالكثير من الآيات القرآنية تدعو للعلم والمعرفة وتدعو لقبول الآخر وتدعو للسلم والعيش بأمان كما إن الجوهر الحقيقي للشورى في الإسلام هو اعتماد الطريق الديمقراطي لقيادة الدول.

 

 
 



 صفحة للطباعة صفحة للطباعة

 أرسل هذا الخبر لصديق أرسل هذا الخبر لصديق

 
 

 
 

· البحث في اخبار محليات
· البحث في اخبار جميع الصفحات


أكثر خبر قراءة في محليات:
تعيين عدد من المعلمين والمدرسين في تربية واسط