المرأة: العنوسة.. ظاهرة سببها متطلبات الأهل وعناد الفتيات !

 
 


تتفاقم في مجتمعنا العراقي مشاكل اجتماعية ورثها الشعب العراقي نتيجة لتوالي الحروب والاقتتال الطائفي والتهجيروتسببت بتأخر سن الزواج او مايطلق عليه بالعنوسة ومعنى العنوسة لغويا " عنست البنت تعنس بالضم وعنوسا وعناسا ، أي طال مكثها في بيت اهلها بعد ادراكها ولم تتزوج فهي عانس"، والرجل اذا أسن ولم يتزوج فهو ايضا عانس وأكثر مايطلق على النساء(الصحاح ولسان العرب).



اسباب العنوسة
 تعتبر هذه المشكلة كبيرة ومتشعبة ولها مردودات عكسية على المجتمع وحسب مايقول المواطن رضا كمال 44عاما " اعداد العوانس الشابات تتزايد بشكل كبير ولها مردودها على المجتمع حيث ستتراكم وتزداد المشاكل والحاجات النفسية لهؤلاء الشابات .
وارجع كمال سبب وجود هذه الاعداد الكبيرة من العوانس في العراق الى" توالي الحروب بدءا من حرب الثمانينيات مع ايران لحرب الخليج وبعدها كانت سنوات الحصار وترك الشباب للبلد والسفر والفقر حال دون زواجهم ليسدل الستار عن شابات االستينيات المولد".
وتؤكد ام محمد ان النساء من مواليد السبعينيات وجدن صعوبة في الحصول على زوج لان سنوات الاحتلال والاقتتال قلصت اعداد الرجال الذين بعمرهن بحيث لايتساوى عدد الرجال بالنساء في هذه الفئة العمرية اما البقية المتبقية من الذكور فيتوجهون للزواج بشابات من مواليد الثمانينات والتسعينيات لتبقى نساء الستينيات والسبعينيات يعانين الامرين.

المتأخرات في الزواج
تعزو نجلة45عاما أسباب تأخرها في الزواج الى رفض العائلة لمعظم الرجال الذين تقدمو لخطبتها وحسب قولها " لكوني اعمل في تربية الابقار وصناعة الاجبان ومنتجاتها وكان كلما تقدم رجل لخطبتي قال والدي علانية لانية لي بتزويجها فانا شيخ كبير وهي اكبر اخواتها فلمن ستترك المواشي ان هي تزوجت ، وبقيت على هذا الحال احلم بزوج  محب يودني وباولاد صغار يلعبون ويتقافزون من حولي ".
بينما تؤكد نبراس علي 47 عاما " ان اكبر سبب هو ترفع عائلتي عن قبول الرجال المتقدمين لخطبتي فحالة العائلة الاقتصادية في ثراء فاحش وكانوا يكثرون الطلبات ظنا منهم ان ذلك سيرفع من قيمتي في قلب الزوج ويضمن لي حياة ترقى وتوازي الحياة التي اعيشها في كنف العائلة ".
وتضيف علي " ومرت الايام وتغيرت الاحوال لتصبح عائلتي مجرد عائلة ذات دخل متوسط وبيعت الاملاك بسبب مشاكل احد اخوتي الكباروقد مضى العمرولم يبق لنا غير اسم الحسب والنسب ، فخسارتي من سيعوضها لي ؟ ".
وتعرب الكثير من الشابات عن تخوفهن  من التأخر بالزواج او مايطلق عليه " العنوسة"وان كانت النساء اللواتي سبق ان تحدثن عن العنوسة قد ذكرن عدة اسباب اولها رفض الاهل لزواجهن نتيجة الخوف على مال العائلة وحسبها والظن بكل من يتقدم لبناتهم بانه طامع فيها وبحسبها ونسبها.

تأخر بحاجة الى حلول
وتلخص الناشطة بحقوق المرأة الهام حميد أسباب تأخر الزواج عند الفتيات بعدة نقاط أهمها- المغالاة في المهور ومتطلبات الزواج -يضاف لما سبق كون الفتاة تحمل شهادة جامعية عليا فتشترط ان يكون الشاب من حاملي المؤهلات العلمية العليا وبذلك يفقدن فرص الزواج التي قد تكون احيانا مناسبة جدا -  وهناك سبب موجود في المجتمع وهو تخوف الشباب من خطبة فتاة سبق وان خطبت اكثر من مرة ولم يتم زواجها - والمستوى الاجتماعي لعائلة الفتاة ان كانت ثرية فالاهل لايوافقون على رجل اقل مرتبة اجتماعيا منها وان كانت الفتاة فقيرة ايضا قد يتأخر زواجها بسبب فقر اهلها ونظرة طبقات المجتمع للعائلة.
وتنبع مشكلة تأخر الزواج لكلا الجنسين والتي يصفها الدكتور ليث أمير أختصاص أجتماع بالقول" مشكلة تأخر الزواج وليست العنوسة لان تأخر زواج الفتاة بضعة اعوام عن قريناتها لايعني اطلاقا انها اصبحت عانسا ،فالعنوسة ليست تأخرقطار الزواج وأنما تعني فواته فمن الظلم ان نطلق على من تخطت الثلاثين او الاربعين لقب عانس لانها لاتزال لديها الفرصة للحاق بقطار الزواج وتحقيق السعادة التي تنشدها باذن الله تعالى".
ويضيف د. أميرقائلا " اهم اسباب تأخر زواج الشباب الذكور هو ضيق ذات اليد وضعف المستوى الاقتصادي والبطالة التي تلتصق بالشاب من لحظة تخرجه من الجامعة ليجد نفسه بلا عمل وبلا دخل ثابت - عمله في اعمال لاتناسب شهادته او خبرته وبوظائف متواضعة وان كان العمل شريفا لكن بهذه الحالة لن يستطيع ان يطلب يد فتاة للزواج وهو يعمل بتلك الاعمال التي يخجل احيانا من ذكرها الشاب نفسه - وهناك فئة من الشباب تصر على الزواج من شابة موظفة وصاحبة مدخول اقتصادي جيد لانه لايحتمل اعباء تكوين اسرة لوحده ممايضيع عليه فرص الاقتران بفتيات يوافقنه اجتماعيا وعقليا وشرط وجود زوجة بمواصفات مرتب جيد قد لاتكون متوفرة في محيطة الاجتماعي ممايصعب المشكلة لتكون وجود شباب وفتيات في الثلاثينيات من العمر بلا زواج" .
المشكلة وحلولها الجذرية
 صارت مشكلة تأخر الزواج عند الجنسين من اهم المشاكل الاجتماعية الحالية والتي تمثل عبئا كبيرا على الحالة النفسية لكل من الشباب والفتيات على السواء ولكل منهم ظروف واسباب لتأخر الزواج كما ذكر سابقا لكن نفسيا فالامر اكثر خطورة على الجنسين حيث يقول الدكتور النفسي هادي السعيدي" ان الاثار السلبية الناتجة عن تاخر الزواج والتي هي مشتركة بين الجنسين والتي يمكن تلخيصها بزيادة الضغط النفسي والعصبي مما يؤدي الى نقص في الكفاءة المهنية والغضب والسخط على الحياة والظروف المحيطة بهم ، مضافا لها الشعور بالاكتئاب المستمر وسوء التوافق النفسي والاجتماعي مع المحيط الخارجي مجتمعيا".
ويشير د.السعيدي الى"  نتائج التأخر في الزواج لظهور انواع واشكال للزواج جديدة ودخيلة على المجتمعات العربية وليس فقط على المجتمع العراقي وتحت مسميات مختلفة" .
ملمحا الى "ان الكبت العاطفي والحاجة الى التعبير يزيد من حدوث جرائم التحرش والاغتصاب والذي يمكن ان يصيب المجتمع بالشلل لو استمرت مشكلة التأخر في  الزواج".
وعن الحلول التي يمكن لها ان تخفف من حدة المشكلة المتفاقمة تحدد التربوية أبتسام الملاداراهم النقاط الواجب مراعاتها للقضاء على هذه المشكلة واولها " التيسير على الشباب في المهور فيقع على اولياء امور الفتيات ان ييسروا الزواج لطالبيه ليحافظوا على الشباب من الغرق والسقوط في الرذيلة، والتقليل من متطلبات الزواج ونفقاته وتسهيل اجراءات الاحتفال بالزواج وعدم المبالغة ،وتفعيل وتشجيع مبادرات الزواج الجماعي من اجل تقليل المصاريف واعانة المحتاجين عن طريق المؤسسات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني ".
وشددت الملادار على تفعيل دور الاباء والاخوة الذكور في البحث عن زوج صالح لانه ليس عيبا ابدا ان يخطب الاب لابنته او الاخ لاخته طالما وجد شابا مشهوداً له بالتقى والعفاف وارتأى فيه انه سيكون زوجا صالحا لابنته او لاخته يصونها ويكرمها ويحافظ عليها ، واعتناء مراكز البحوث والمؤسسات العلمية والاكاديمية بمشاكل الشباب والتي منها صعوبة الزواج واعداد البحوث النظرية والميدانية من اجل الخروج بتوصيات مفيدة ونافعة.

 

 
 



 صفحة للطباعة صفحة للطباعة

 أرسل هذا الخبر لصديق أرسل هذا الخبر لصديق

 
 

 
 

· البحث في اخبار المرأة
· البحث في اخبار جميع الصفحات


أكثر خبر قراءة في المرأة:
زواج المرأة من رجل يصغرها سنــّا ً... أسبابه ُ ونتائجه ُ