مقالات وتقارير: مبروك عليكم.. نص بلطجية ونص شحاتين

 
 


فكرية أحمد
أما بعد، وقد تم إخلاء سبيل غالبية أشاوس النظام السابق لإعادة محاكماتهم، بعد أن قبلت كل محاكم مصر طعونهم واستئنافاتهم وانقضت فترات حبسهم الاحتياطي ، وتلقفت الجهات الرسمية هنا وهناك عروض مصالحاتهم وسدادهم فتات ما نهبوه من أموال الشعب، دون أن نعرف أين تذهب هذه الأموال، أو حقيقة الصفقات السرية المبرمة، وأصبح بعضهم يتواصل مع الشعب المسكين "المهلهل" عبر مواقع التواصل فيس بوك وتويتر، ويكتبون كيف تم ظلمتهم الثورة وهم الشرفاء .



أما بعد، وقد عادت الشرطة تمارس دورها القديم من اعتقال وقتل وتعذيب، وواصلت دورها الحميم بعد هدنة والتقاطة نفس قصيرة وعادت كذراع للنظام، للبطش بكل الثوار والأحرار وأصحاب الرأى والفكر، ولكل الرافضين للقمع والقهر، وعاد زبانية أمن الدولة في أبشع صورهم بلا جهاز، في ظل دولة بلا أمن .
أما بعد وقد راحت دماء شهداء بورسعيد هدرا، وشهداء التحرير ومحمد محمود، وشهداء معسكرات الأمن المركزى، وشهداء كل مدن المحروسة هدرا، دون القبض على متهم أو مرتكب حقيقى لهذه الجرائم الممنهجة ضد الشعب وضد الإنسانية، وتم توزيع التهم في بورسعيد على عصابات مسلحة مجهولة المصدر والأهداف لـ"تقفيل" التحقيقات وإغلاق الملفات، وإلصاق تصفية أبناء بورسعيد بسوابق الإجرام.
أما بعد وقد تم تبرئة كل الضباط من تهم قتل المتظاهرين، ولم توجه أى تهم جديدة لأى ضابط في مقتل المتظاهرين الجدد، ولم تفتح أى تحقيقات في قضية المواطن المسحول، ولا الشاب الجندى المقتول، ولا غيره .
أما بعد وقد فرض علينا النظام دستورا أعور نرفضه، وفرض علينا جملة من القوانين عبر مجلس شورى الإخوان، وسيكبل حناجرنا ويخنق هتافاتنا ويعتقل رفضنا بعد قليل بقانون التظاهر الجديد .
أما بعد فقد غاب الأمن عن مدن وقرى المحروسة، وزادت البلطجة، البلطجة السياسة والأمنية، والسلطوية بكل صورها، انتشر قطاع الطرق، وتفشى السطو المسلح، وبرز شبح خطف البنات في النور والظلام، وعرفت مصر اغتصاب البنات في الطرقات، وانتشرت الأسلحة النارية والبيضاء والسوداء، وتقلص دور الأمن في حماية النظام ومنشآت حزب الحرية والعدالة .
أما بعد وقد لعب الإخوان وبحرفية دور أبناء الحزب الوطنى القديم، ومارسوا بعمق استغلال النفوذ، ولعبوا دور الدولة العميقة، واستبعدوا من استبعدوا من المراكز والأعمال، وزرعوا مواليهم وخدامهم وسدنتهم في كل أرجاء المحروسة.
أما بعد وقد خربت موازنة الدولة، وارتمينا في أحضان الديون المشروطة، والودائع القطرية الممقوتة ذات الأهداف المعروفة، وعرضنا احتياطى ذهب المحروسة إلى حد الخطر، وزادت طوابير العيش والسولار، واشتعلت الأسعار نار، فخلت المحلات من الزبائن، وزادت دعوات المطحونين على "أم" النظام و"اللى جابوا" النظام، وحملت نساء مصر "الحلل" أمام دار القضاء، تعبيرا عن فراغها من الطعام، وخراب البيوت وخلوها من الزاد والزواد، وتعبيرا عن رفضهن للنظام وكل ما فرضه علينا النظام، وما جاء به من ويلات وفقر وخراب .
أما بعد، وقد تزايدت أعداد المتسولين بصورة لم تعرفها مصر ولا في أيام الاحتلال، وضجت بهم شوارع المحروسة، وصاروا يطاردون المارة في كل شبر، وانقرصت الطبقة المتوسطة المستورة، وانحدرت الى مستوى الشحاتين أمام نيران الأسعار، وارتفاع ثمن طبق الفول وقرص الطعمية، وأصبح نص الشعب بلطجية، بلطجية من أبناء الشوارع والعصابات، وبلطجية ممن يفرضون وجودهم علينا سياسيا وينهبون جيوبنا اقتصاديا، والنصف الآخر متسولين، متسولين حقيقيين في الشوارع، أو متسولين لحقوقهم المنهوبة وأجورهم المنقوصة، أو متسولين خلف مكاتبهم ينتظرون عطايا وهبات المواطنين لقضاء حوائجهم.
أما بعد والعصيان المدنى تتسع رقعته ويمتد من بورسعيد إلى كل مدن مصر رفضا للنظام وما جره علينا النظام من موت وخراب ودمار، وأصبح الشعب في واد، والنظام في واد، وأعلنت القوى السياسية المعارضة مقاطعة الانتخابات ومرتب أن تتمسك بالقرار، فيما يهلل الإخوان لقدوم الانتخابات انتظارا لالتهامها مرة أخرى، على غرار أغنية الأطفال الشعبية "الثعلب فات فات، وف ديله سبع لفات" فـ... مبروك عليكم مصر يا إخوان، نص بلطجية ونص شحاتين، وكأنك يابو زيد ما غزيت، ولا ثورة قامت ولا يحزنون، الشعب المسكين استبدل عصابة مستحية، بعصابة "بجحة" ملتحية، ولا عزاء للثوار ولا لدماء الشهداء..

 

 
 



 صفحة للطباعة صفحة للطباعة

 أرسل هذا الخبر لصديق أرسل هذا الخبر لصديق

 
 

 
 

· البحث في اخبار مقالات وتقارير
· البحث في اخبار جميع الصفحات


أكثر خبر قراءة في مقالات وتقارير:
أزمة لبنان والرهانات الكبرى في الشرق الأوسط