ثقافية: البيان التأسيسي لمنتدى بانقيا للأدب والثقافة

 
 


  حين تفرض سياسة العنف على الفكر والأدب، وحين ترسم للمثقف سكك ويطلب منه أن يسير عليها بدقة، وحين يراد من الإبداع والثقافة ان تصير طبولا تمجد الأقوى، ما الذي يفعله المثقف؟؟؟
  خير من يجيب على هذا السؤال هو المثقف العراقي لأنه عاش تحت سياسة التعسف خمسة وثلاثين عاما أفرزت من المثقفين أقلية مطواعة استسلمت للطغيان وجعلت من ثقافتها بوقا له وأغلبية مقاومة واجهت الطغيان بوسائل شتى:



  أول وسيلة كانت الصمت: والصمت إنكار للطغيان بالقلب، ولنا في محمود البريكان واصوات أخرى مصاديق على ما نقول، ومن الوسائل الأخرى لمواجهة التعسف إدانة نماذج مشابهة لنموذج العنف المهيمن ، وأن المبدع في حديثه عن النموذج البعيد يومئ الى النموذج المهيمن، وقد تناولت أعمال أدبية  كثيرة شخصيات تمثل يزيد بن معاوية والحجاج الثقفي لتحيلها على ديكتاتورية النظام، كما وجد المشاهد العراقي في أعمال تلفزيونية أخرى مثل (دمشق الحرائق) و(حلب حبيبتي) هجاء لواقع الطغيان في العراق، لقد أدى انتشار هذا النمط من الإبداع  الى خلق   متلق متحسس  لتلك الإيماءات   بل خالق لها، ولعلنا نتذكر جيدا مسلسلين تلفزيونيين عربيين هما "رأس غليس" و"الغريبة" ، وكيف كان العراقيون على اختلاف مستوياتهم الثقافية يجدون في شخصيتي "غليس و"بطيحان" رمزين يومئان الى شخصية الطاغية صدام حسين.
   أما الوسيلة الأهم التي جعلها المثقف العراقي سلاحه في مواجهة التعسف فهي العمل الرمزي المشفر ، هكذا صدرت آلاف القصائد والقصص والروايات التي اعتمدت البناء الرمزي المعقد لإدانة التعسف والدكتاتورية والحرب خلال حكم الطغيان في العراق ومن خلال مؤسسات النظام نفسه، وقد آن الأوان أن يتجه النقاد الى كشف الأقنعة عن تلك النصوص باعتماد المناهج النقدية الحديثة والوصول الى المعاني ا لخفية لها، وقد توجهت بعض أقلام النقاد الى مثل هذا النشاط بعد سقوط النظام الدكتاتوري فعلا.
   أما سياسة العنف الجديدة فقد اعتمدت سلاح التكفير، والحقيقة إنها ليست جديدة، فقد واجهت نجيب محفوظ في رواية "أولاد حارتنا" أواسط الستينيات، ولكن درجة الوعي الثقافي العربية آنذاك منعت تحققها، اليوم فإنها تمارس إرهابها بشراسة أكبر.... هكذا كفر المفكر الكبير نصر حامد أبو زيد ، وأعقبها تكفير الدكتورة نوال السعداوي واخذ سيف التكفير يواصل قطع أعناق النصوص الإبداعية  المؤثرة باستمرار. تلك ردة الى مخلفات القرون الوسطى، لكن المثقف مازال يواصل احتجاجه على هذه الردة، وما زالت عقارب الساعة تتجه الى الأمام.
  قد نجد في هذه الديباجة الطويلة مسوغات منطقية لنخبة من الأدباء والمثقفين للإعلان عن ولادة تجمع أدبي جديد تحت عنوان: " منتدى بانقيا للأدب والثقافة" يأخذ على عاتقه خلق مناخ ثقافي جديد يقاوم جميع صور التعسف والانتهازية والوصولية ويسعى إلى إعادة بناء الثقافة العراقية الجديدة على أسس علمية راسخة ترفض كل المواقف الانتهازية والنفعية، وتعمل على بلورة مبادئ جديدة تقوم عليها ثقافتنا العراقية.
   أننا ندرك بوضوح أن تحقيق هذه الأهداف أمر في  غاية الصعوبة ولكننا نؤمن أن رحلة ألف الميل تبدأ بخطوة واحدة، وتأسيس هذه المنظمة هو الخطوة الأولى في طريق هذه الرحلة الجديدة، وقد تم الإعلان عن ولادة هذه المنظمة وتسمية هيأتها التأسيسية، ويجري العمل على كتابة نظام داخلي وإجراء انتخابات ديمقراطية لها من أجل  انبثاق هيأة إدارية جديدة.
 وأخيرا نعلن  ان " منتدى بانقيا للأدب والثقافة" هو منظمة أدبية ثقافية غير ربحية ذات تمويل ذاتي مع استعدادها لقبول أية مساعدة تمويلية غير مشروطة، آملين أن ينتمي إلى مكتب مساعدة المنظمات غير الحكومية لرئاسة مجلس الوزراء، وأن يحظى برضا المثقفين والأدباء وكل الخيرين في عراقنا  الحبيب.
الدكتور عبد الهادي أحمد الفرطوسي
  ناقد وروائي وشاعر
عبد الرضا جبارة  /  ناقد
  محمد سعد جبر الحسناوي  / شاعر
 رنا عبد الحليم سميدع / قاصة
الدكتور عبد الحسين الجبوري / قاص
محمد الكريم / قاص
وهاب شريف / شاعر
حسين ناصر جبر / شاعر
كاظم العبادي/ شاعر
محمود جاسم عثمان / قاص
سعيد قنبر / شاعر
ظاهر حبيب / قاص
محمد زايد ابراهيم / شاعر
قيل الخريفي / شاعر
عبد الحكيم  أمين محمد / ناقد
رنا الخويلدي / شاعرة
محمد الخالدي / شاعر
ايمان السلطاني / ناقدة وروائية
محمد لقمان / تشكيلي 
د تحسين المشهدي / ناقد وروائي

 

 
 



 صفحة للطباعة صفحة للطباعة

 أرسل هذا الخبر لصديق أرسل هذا الخبر لصديق

 
 

 
 

· البحث في اخبار ثقافية
· البحث في اخبار جميع الصفحات


أكثر خبر قراءة في ثقافية:
كيف غزا حاتم علي السينما المصرية؟