الصفحة الاخيرة: حقوق المرأة

 
 


أمير الحلو
هل الرجل متفضل في تخصيص أحد الأيام كعيد المرأة ، وهل هو مجرد (إسقاط فرض) حيال الام والزوجة والأخت في حيـــــن أن (كل ) الأيام الاخرى رجولية بامتياز ؟



لا أريد هنا أن أتحدث بالعواطف نحو المرأة ودورها في البيت والمجتمع وما يتاح لها في مجالات العمل ، بل للقول أن كل أيامنا وساعاتنا فيها دور كبير للمرأة في صنعها بشكل مباشر أو غير مباشر ، لذلك فأن احتكار الرجل لأيام السنة الاخرى يمثل ظلماً للمرأة .
صحيح أن احتفالات تقام هنا وهناك بالمناسبة ، وتخصص وسائل الاعلام جزءاً من مساحاتها للحديث عن مناسبة عيد المرأة ولكن ذلك (حكراً) على المرأة التي دخلت مجال الوظيفة والسياسة والتعليم ؤأمثالها . أما أغلبية النساء فهنّ لا يعرفن ما هو هذا العيد وما يعنيه لها ، والأغلبية تعاني من الحاجة والحرمان ، وانشغال في أمور البيت خدمة لعائلتها ، حتى أصبحت احتفالات هذا العيد خاصة ، على الرغم من أن بعض التنظيمات السياسية تهتم بهذه المناسبة منذ عقود وتحتفل بها عبر وسائل الاعلام والتجمعات الجماهيرية وتوزيع (الدروع) على المتميزات ، في حين أن المطلوب هو العمل على إعطاء المرأة دورها الرائد في المجتمع و( اختيار) المتميزات فعلاً للتكريم ، فالقضية ليست مزاجية وتخضع لاعتبارات شخصية أو مصالح نقابية أو سياسية .
والمضحك أن البعض ينشر أسماء المكرمات من الرائدات فنجدهن من أجيال بعد الرائدات بعدة عقود ، ونحن هنا نتساءل كيف تجري عمليات الانتقاء بهذا الشكل العشوائي أو المتعمد لاعتبارات شخصية !
من الامور المهمة أن تعطى المرأة حقوقها المشروعة وحريتها في التصرف بالشكل الذي ينسجم مع تقاليدنا وأعرافنا ، وليس من حق أية جهة أن تفرض عليها ملبسها وعملها ، فقد حدثتني أحدى الطالبات الجامعيات بأن الاستاذة المشرفة على أطروحتها (عنفتها ) وأعطتها درجة أقل من الاساتذة الأخرين لأن ملبسها لم يعجب الاستاذة ، فما هي العلاقة بين هذا وذاك ؟
إن الاخلاق والتصرف الحسن والملتزم يتأتى من خلال التربية والاخلاق والتعايش مع الاعراف الاجتماعية السليمة وغير المتطرفة بأتجاه تحجيم دور المرأة أو فرض أفكار معينة عليها ، لذلك أعتقد أن أعظم تكريم للمرأة في عيدها وفي كل وقت هو في احترامها وتمتعها بحرية الفكر والتصرف الاخلاقي الملتزم من دون فرض أو إجبار من أحد .
أتمنى للمرأة في العراق حياة خالية من العقبات والمشكلات المفتعلة ، وأن تكون (كل ) المجتمع فأذا كانت هي نصف المجتمع فأن النصف الأخر هو من  إنجابها وتربيتها وتعبها وأحياناً إعالتها لأهلها.

 

 
 



 صفحة للطباعة صفحة للطباعة

 أرسل هذا الخبر لصديق أرسل هذا الخبر لصديق

 
 

 
 

· البحث في اخبار الصفحة الاخيرة
· البحث في اخبار جميع الصفحات


أكثر خبر قراءة في الصفحة الاخيرة:
وفاة الفنان المصري غريب محمود وهو على خشبة المسرح