تحقيقات: غابات الأمازون ومتاهات استراليا محطتها الأولى سوق الغزل

 
 


متابعة الجريدة 
عندما تطأ قدمك سوق الغزل تجد نفسك وسط غابات الامازون ومتاهات القارة الاسترالية وصولا الى الغابات المطيرة في اندنوسيا وسنغافورة والهند ووو, محلقا بعيدا عن ضجيج وصخب مدينة, زرعت بغابات من الاسمنت الرمادي الذي يذكرنا بمخلفات حروب الاحتلال والهجمات المسلحة التي حرقت واقتطعت اجزاء تاريخية من هذا السوق العباسي ,الذي ذكره ابن بطوطة في رحلاته وابن الخطيب في تاريخه واليافعي في مرآة جنانه… الحان واصوات تشنف وتغذي النفوس قبل الاذان تعزفها وتغردها طيور زاهية الالوان ,جميلة الالحان , فريدة الاشكال , ومن مختلف البلدان , يقف الكل امامها بفضول وعيون مسمرة تفضي بعدها الى شرائها وباسعار قد تصل الى آلاف كثيرة.



ولهذا السوق مريدون ومعجبون يقيمون به من الفجر وحتى الغروب وكأنه بيتهم الثاني ان لم نقل الاول لعشقهم هذا اللون والنمط الوحيد الذي يسافر بالعراقيين الى بلدان العالم من غير جواز وفيزة طالما حلموا بها واصبحت حلما مستحيلا ان يتحقق الان ولاسباب كثيرة اذ يعد متنفسا لكثير من العراقيين فهو ضالة منشودة تسرح بهم عالم جميل وساحر.
 وسوق الغزل غني عن التعريف في بغداد  قرب جامع الخلفاء في الشورجة، وسوق الغزل كان وما يزال سوقاً غريبة عجيبة، فالسوق تحوي محال صغيرة لبيع الحبوب الجافة والبقوليات والأعشاب ومحال أخرى لبيع الطيور الأليفة وبعض الطيور البرية النادرة كالصقور والطواويس وبالأضافة إلى الكلاب النادرة، وأسماك الزينة، وتقع في منتصف السوق منارة سوق الغزل وجامعها القديم، الذي يعرف بجامع الخليفة وعلى مر الزمن أصابه القدم والتصدع. وجدد بناء المنارة وشيد في ساحة الجامع القديمة جامع الخلفاء وهو من معالم الطراز الإسلامي في العهد العباسي، ويقع في شارع الجمهورية قرب سوق الشورجة. وفي سوق الغزل دير الآباء الكرمليين، والدير معروف بمجلس يوم الجمعة للأب أنستاس الكرملي الذي يحضر مجلسه الكثير من علماء اللغة العربية ومنهم الشيخ جلال الحنفي الذي كان إماما لجامع الخلفاء. وتقع محلة عقد المسيحيين مقابل السوق من جهة السوق العربي حالياً, حيث يعقد السوق غالبا في أيام الجمع شأنه في ذلك شأن سوق المتنبي. تعرض سوق الغزل إلى العديد من الهجمات منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003م، ولكنه ورغم سوء الأحوال الأمنية لم يتوقف عن العمل في أيام الجُمع كعادتهِ. حيث تعرض لانفجار عبوتين ناستفتين وضعتا في كيسين في حزيران 2006 حيث قتل 4 أشخاص بسبب ذلك. وفي كانون الأول 2006 قتل 3 أشخاص في سقوط لقذائف الهاون على السوق، وفي 26 كانون الثاني 2007 قتل 15 في انفجار قنبلة وضعت في قفص للطيور. ويعد من أشهر الأسواق المحلية التي يباع فيها مختلف أنواع الحيوانات. فهو على عكسه من الاسواق البغدادية القديمة والتي تعطل في معظم أيام الأسبوع وتنتعش بتوافد روادها يوم الجمعة فقط. وبين الأزقة القديمة الضيقة تسمع أصوات الباعة التي كثيراً ما تختلط بأصوات الحيوانات التي يبيعونها والموضوعة داخل أقفاص أو أحواض أو محاطة بسياج تختلف أنواعه بين تلك المستخدمة للحيوانات المفترسة والأليفة من أسماك وطيور وزواحف وقطط وكلاب وذئاب واخر هذه الحيوانات الواصلة التماسيح الامازونية والافريقية والاسترالية وباحجام صغيرة جدا تفاديا لخطورتها. وفي هذا المكان الزحام في ذروته، فممرات المشاة ضيقة ومحدودة بعد أن احتلت أقفاص الحيوانات مساحة واسعة منها وتمتد هذه الممرات بين مسجد الخلاني وجامع الخلفاء في شارع الجمهورية الواقع على جانب الرصافة من بغداد. ويعود تاريخ سوق الغزل إلى العصر العباسي، وبالتحديد إلى عهد الخليفة المستنصر بالله. وبالرغم من اختفاء الغزول الصوفية التي كانت تشتهر بها، إلا أنها ما تزال تحمل اسم (سوق الغزل). فقد قال فاضل حسين كاظم وهو صاحب محل لبيع الحبوب وطيور الزينة إن بيع الحيوانات في سوق الغزل بدأ منذ نحو 60عاماً، مشيراً إلى أن السوق كانت في السابق مكاناً لبيع المنسوجات القطنية والغزل، إضافة إلى الحبوب الجافة كالشعير والحنطة والرز وغيرها. ويضيف أن عددا كبيرا من الناس يتوافدون على هذه السوق في يوم الجمعة منذ زمن بعيد لشراء أو بيع أو تبادل الحيوانات، كما تعد السوق مركزاً لتوافد السكان من مختلف المحافظات العراقية. اما مهند علي حميد صاحب محل لبيع الطيور والحيوانات في منطقة الحرية في مكان يعرف بـ(الجنابيز)اكد ان موقعنا ليس بديل عن سوق الغزل وانما بسبب الحالة الامنية التي مرت بها بغداد خلال الفترة الماضية مما دعانا الى عمل محلات داخل مناطق سكننا وذلك بسبب رغبة الكثيرين من الناس باقتناء الطيور بانواعها وكذلك الحيوانات الاخرى مثل الافاعي والكلاب والديك الهراتي. ويضيف حميد اذهب إلى المناطق الحدودية البرية في الوسط والجنوب لاصطياد الحيوانات المفترسة والزواحف السامة وبيعها في هذه السوق.

 

 
 



 صفحة للطباعة صفحة للطباعة

 أرسل هذا الخبر لصديق أرسل هذا الخبر لصديق

 
 

 
 

· البحث في اخبار تحقيقات
· البحث في اخبار جميع الصفحات


أكثر خبر قراءة في تحقيقات:
طرق تربية الاسماك الحديثة