تحقيقات: الظاهرة واجهت استياءً شديداً من قبل المواطنين .. الاختناقات المرورية .. آفة كل يوم .. أزمة كل شارع

 
 


بغداد ـ كوكب السياب:
مازالت الازدحامات و الاختناقات المرورية في بغداد تشكل هاجساً ونفوراً حادّين  لدى المواطنين لما يترتب عليها من آثار نفسية واقتصادية تقع في نهاية المطاف على كاهل المواطن، ولأن حل المشكلة لا يقف عند حد معين لاسيما وأن أسباب هذه الاختناقات كثيرة، منها كثرة المركبات التي تدخل للبلاد بلا حساب ورقيب، فضلاً عن انتشار وكثرة السيطرات الأمنية التي أسهمت في خلق الأزمة، وكذلك غلق بعض الطرق المهمة التي كانت تسهم في فك عقدة الاختناقات التي تعاني منها شوارع عاصمتنا الحبيبة المزدحمة بالمركبات. 



 لذلك فلا بدّ من الاتجاه إلى حلول موضوعية من قبل الجهات المختصة التي يتوجب عليها أن تراعي واقع المواطن العراقي الذي أصبح لا يطيق هذه المشكلة التي تعيق سير حياته اليومية وتسبب له مشكلات وهموماً كثيرة منها اختلال المواعيد والتأخر على أماكن العمل، وربما طبقة الموظفين هي الأكثر معاناة من هذا الجانب من خلال تأخّرهم عن دوائرهم ووصولهم في وقتٍ متأخر عن وقت الدوام الرسمي، فضلاً عن وصولهم متأخرين أيضاً عند رجوعهم إلى ديارهم.
ويبدو أن الاستيراد العشوائي وغير المسبوق بدراسة مختصة  للسيارات ومن مختلف المناشئ وعدم وجود آلية صحيحة لدخول هذه السيارات، هو السبب الرئيسي لهذه المشكلة، فشوارع بغداد أصبحت لا تطيق هذا الكم الهائل من السيارات ولا تستوعبها، كذلك كثرة السيطرات الامنية كما ذكرنا  وأيضاً تزامن انتهاء الدوام الرسمي لدوائر الدولة مع انتهاء الدوام الرسمي للمدارس والجامعات وعدم وضع خطة لذلك، فضلاً عن استغلال الشوارع الفرعية من قبل بعض الباعة ووجود الكتل الكونكريتية وأسباب أخرى كثيرة لا يتسع المجال لذكرها.
"الجريدة" طرحت هذه المشكلة أمام المواطنين ليبيّنوا ما تسبب لهم من آثار سلبية ومشكلات يومية من خلال هذا التقرير:
يوسف باسم طالب في المرحلة الإعدادية يقول " إن الازدحامات كـ"أنفلونزا الشتاء" فهي تأتي بأوقات غير محببة، ويؤكد "أعاني كثيراً من هذه الظاهرة خصوصاً عند ذهابي إلى المدرسة فأني أضطر للنزول من السيارة لأذهب سيراً إلى المدرسة وبهذا أكون قد أضعت وقتاً طويلاً. ومع هذه المعاناة يؤكد يوسف باسم "وللأسف لا يتفهم البعض من الأساتذة من الكادر التدريسي هذا الجانب فلا يُسمح لنا بالدخول إلى قاعة المحاضرات إن تأخرنا بعض الشيء ".
فؤاد ذياب يعمل سائق إجرة يقول "اعمل كسائق تكسي في مناطق بغداد، وأعاني كحال الكثير ممن يمتهنون مهنة السياقة من الازدحامات والاختناقات المرورية التي تربك عملنا، ناهيك عن الكثير من الطرق لم لم تزل مغلقة بسبب الحوادث الامنية.
كما ونعاني من كثرة السيطرات التي وبالرغم من تقليص البعض منها إلا أنها مزعجة للغاية بسبب ضياع الوقت بين سيطرة وسيطرة أخرى.
ويضيف "ولا ابالغ حينما أقول أننا ننسف نصف رزقنا على البنزين الذي يذهب هدراً بسبب الازدحامات".
أما المواطن محمد عادل شاكر (ابو علي السجاد) فقد أجابنا بعد تأففٍ " لا أبالغ حينما أقول أن الهم الوحيد الذي يراودني قبل خروجي من المنزل الى مكان ما هو أن الشارع مزدحم، وسوف أتأخر عن هذا العمل، وفعلا فأني أخرج احياناً الى مكان لا يستغرق الوقت لوصوله نصف ساعة، لكني اضطر للخروج قبل ساعة او أكثر وأنا متيقن بأني سأصل متأخراً ايضاً. وتابع قوله "أتمنى من الجهات المعنية أن تنظر الى الموضوع بنظرة انسانية وموضوعية لان المواطن بدأ يتذمر من الازدحامات ومن الاجراءات التي تتخذها الجهات الامنية والتي تسبب هذه الاختناقات في الشوارع". ولم تخلُ أجوبة المواطنين على ما توجهنا به إليهم فيما يخص هذه المشكلة من السخط والانهيار العصبي فقد كان جواب المواطن أحمد سامي حسين بهذه الطريقة المليئة بالتذمر "يا أخي والله بزعنا" ، وشدد على أهمية متابعة عمل السيطرات الامنية التي تتهاون بين الحين والحين قائلاً "لا أقلل من شأن السيطرات الامنية فلها الفضل الكبير في الحد من الخروقات الامنية التي تحصل، ولكن الحق يقال، فأننا نرى في بعض السيطرات تهاونا واضحاً من قبل افراد هذه السيطرات، ولا ارى في غاية وجود البعض منها الا خلقاً للازدحامات فماذا يعني وجود اكثر من سيطرة في اقل من مئة متر؟. أتمنى معالجة الامر لان على المواطن  هموما كثيرة ولا يكاد يتحمل عبئاً أكثر مما هو عليه الآن.

 

 
 



 صفحة للطباعة صفحة للطباعة

 أرسل هذا الخبر لصديق أرسل هذا الخبر لصديق

 
 

 
 

· البحث في اخبار تحقيقات
· البحث في اخبار جميع الصفحات


أكثر خبر قراءة في تحقيقات:
طرق تربية الاسماك الحديثة