وثائق: ملاحظات على مقالة (السيد ادريس في الكرادة الشرقية)

 
 


    بقلم: الدكتور عباس فاضل السعدي استاذ بكلية الاداب- جامعة بغداد
اطلعت عن طريق الصدفة على وريقات تحمل عنوان (السيد ادريس في الكرادة الشرقية) وتتألف من 24 صفحة لـ (شاكر جابر) مدونة بالالة الكاتبة تليها 18 صفحة مصورة ومدونة بخط اليد بقلم الدكتور ليث السيد محمد النقيب عن نسب ال النقيب ونقابة الاشراف والمعتمدة من قبل السيد جواد السيد هبة الدين الحسيني، والامانة العلمية تقتضي ان تحمل الاسمين معا وليس شاكر جابر لوحده بالرغم من ان كثيرا من تلك الوريقات لاصلة لها بعنوانها ،



وفيما يأتي جملة ملاحظات حول ما ورد فيها عن السيد ادريس دون التطرق الى نسب ال النقيب باستثناء اشارة سريعة: 1. ورد في ص3 انه في (الستينات- من القرن العشرين- اقدم احد علماء بغداد الشيخ مصطفى البغدادي على عمل يذكر له بالثناء الجميل حيث قاد حملة نشطة لاعادة بناء القبة والمآذن التي كانت صغيرة وعمل على ازالة القبور المحيطة بالقبر وتبليطها وبناء طارمات وبناء سياج حول الارض التي كانت تتصل بالمزارع المحيطة بالمقبرة). امر غريب ان يصدر مثل هذا القول عن شخص يدعي انه نسابة وعنوانها مقالة نسبية ففي الستينات لم يكن الشيخ مصطفى البغدادي على قيد الحياة لانه توفى- رحمه الله- في عام 1944 بعد عمر ناهز التسعين، ولم يقم ببناء المآذن، وان تم بنائها فهي واحدة لا اكثر كما انه لم يزل القبور المحيطة بصاحب الضريح وتبليطها ولم يقم ببناء سياج للمرقد فهي كلها من خيالات صاحب الوريقات. وما قام به العلامة الشيخ مصطفى البغدادي هو ترجمة صاحب الضريح- على ما يظن- وبناء قبته القديمه وليس اعادة بنائها، وتعمير قبره وبناء رواق له وربما قام بهذا العمل في اوائل القرن العشرين او في العشرينات من القرن المذكور بعد ان كان قبرا صغيرا وبسيطا وليس له قبة وغير مسور تحيطه طارمة صغيرة ويقع في وسط المزارع والبساتين كما هو مثبت في بحثنا المنشور عن السيد ادريس في (مجلة بغداد العدد 25 سنة 1966). ويبدو انه في عام 1930 قام شخص يدعى (شاكر) باعادة بنائه وتجديده حيث كان نسبه الحسني معروفا لديه حسبما يظهر في ابيات شعربه طويلة بتوقيع (محمود الدفاعي) مدونة على حجر كان موجودا داخل الرواق واختفى فيما بعد (انظر صورة ذلك الحجر وعليه الابيات الشعرية المذكورة) السيد ادريس: مطبعة الاداب النجف الاشرف 1971. اما السياج الخارجي للمرقد ولمقبرة السيد ادريس فقد قام بتشييدها بالطابوق السيد احمد جفال البجري في شهر ايلول من عام 1936 وليس غيره وفي العام نفسه قام المحسن الحاج علوان عيسى الكوزول الحاج عليوي الكاظمي بتشييد قبته الزرقاء الحالية عوضا عن القبة القديمة. 2.ورد ان كاتب الوريقات في تموز 1990 تلقى رسالة من النسابة السيد عبد الستار الحسني تتضمن ملاحظات عن كتابه (الكرادة الشرقية) وفيها فقرة عن مرقد السيد ادريس لعدم تضمن ذلك الكتاب اي معلومات عن ذلك المرقد. اقول ان الكاتب المذكور عرف النسابة الحسني عن طريق كتابنا (السيد ادريس)المتضمن عدد من رسائله، وقد سألنا في ذلك العام عن عنوان ذلك النسابة فأخبرته ان (عنوانه اصبح مجهولا لدي) في تلك الفترة المظلمة من تاريخ العراق حيث كانت اجهزة امن النظام السابق تلاحق السادة العلويين وبقية الاحرار المؤمنين وقد خصصت له نسخة من كتابنا الموسوم (الكرادة الشرقية: اوضاعها الجغرافية واحوالها العامة) المطبوع في عام 1990 ولكن جهل عنوان السيد النسابة الحسني حال دون تسليمه تلك الهدية. 3. بالامكان اختصار الصفحات العشر الاولى من الوريقات بما لايزيد عن صفحتين لضعف صلتها بالعنوان الذي تحمله الوريقات واغلبها منقول وبعضها مذكورفي الملحق فالصفحات الثمان الاولى عن السدانه والنقابة فان اختصرت بصفحة واحدة لادت الغرض المطلوب كما ان صفحتين من الوريقات منقولتان عن الماوردي ومثلهما عن ابي اسحق الصابي وصفحات اخرى مستوحاة من نسب (ال النقيب للدكتور ليث). 4. ورد ص 15: (وكان احد مراكز هذا الاقليم المدينة التي بقيت تلالها ماثلة حتى الربع الاول من هذا القرن- يقصد القرن العشرين- والتي سميت بتلول كلواذي وان مواقع هذه التلال في الوقت الحاضر هي محطة تعبئة وقود الحرية ودائرة البريد وما يحيط بهما). التلال المذكورة كانت تسمى محليا بـ (الليشان) او (الايشان) ورسميا بـ (ايشان حاج عبد) ولم تسم بتلال كلواذى كما لم تنته بنهاية الربع الاول من القرن العشرين بدليل ان مديرية الاثار العامة حددث هذه التلال بتقريرها المؤرخ في 1941/12/31 ونقبتها في 1944/4/16 و 1946/12/24 . وكنا صغارا نلعب فيها في اواخر الاربعينات واوائل الخمسينات حيث تقع ضمن املاك جدنا عبد الدائم سادة، اما موقعها التي حددها الكاتب والتي سبق ان حددناها ورسمنا لها خرائط في عام 1966 فهو يمثل التل الثاني الاقل اهمية من الناحية الاثارية حيث ان التل الاول الاكثر قيمة فهو الواقع قرب بستان الحاج عبد (خلف معمل باتا الحالي) حيث كان يرتفع في جهة الشرق اكثر من 4 م وينخفض الى متر واحد في جهة الغرب قرب معمل نسيج مرزة يعقوب (معمل الخياطة التابع لمصلحة شهداء الجيش) والقريب من تقاطع الحرية الحالي. ويقابل التل الثاني (في موقع محطة تعبئة الحرية) تل ثالث صغير من جهة الشمال كان يسمى بـ (ايشان السيد ادريس) وهو عبارة عن مقبرة لدفن الموتى وعندما ازيل التل انتقلت المقبرة الى جوار مقبرة السيد ادريس التي عهد الناس دفن موتاهم فيها ولاسيما صغار السن ومن جملة من دفن في التل الثالث شخص يدعى رحومي وجندي او ضابط يسمى (ثويني). وقد ازيلت اغلب التلال الاثارية في عام 1949 وبصورة نهائية عام 1954 بعد فيضان الكرادة الشرقية وليس في الربع الاول من القرن العشرين كما يذكر الكاتب (يراجع بحثنا عن الليشان مجلة بغداد عدد 24 شباط 1966 وعن الكرادة في المجلة نفسها عدد 21 اب 1965) وتوجد صوررة مستنسخة لهذين البحثين وابحاث عدة غيرهما لنا عند كاتب الوريقات (شاكر جابر) حيث طلب تصويرها في عام 1990 واستجبنا لطلبه. 5. ورد في ص16 ان الطريق الساحلي المحاذي للنهر يبدأ من محلة البوجمعة منتهيا قرب معسكر الرشيد. والصحيح ان الطريق المذكور واسمه (درب الشط) وهو طريق الكرادة الرئيس ومن اقدم الطرق البرية يمتد من الباب الشرقي وهو باب كلواذا الى الزوية ثم يتوقف هذا الطريق البري بعد ذلك حتى المسبح حيث يبدا مرة اخرى من بستان النواب حتى بستان حسن بكة (قرب سعيدة) ممتدا قرب النهر ثم يبتعد عنه فيسير خارج البساتين حتى منطقة الزعفرانية وبعدها يتجه الى جوار النهر حتى التقائه بنهر ديالى، وكان يعوض عن ذلك الطريق بين المسبح والزوية الذي تعرقله البساتين وزود نهر دجلة درب السلطان (طريق البرة) وهو طريق بري يمتد على مسافة من النهر وليس مجاورا له حيث يخترق الناظمية ويمتد بمحاذاة الايشان (انظر كتابنا: الكرادة الشرقية، ص233). 6. ورد في ص16 قول الكاتب (تاكد لنا ان تاريخ مجموع الشرائح الاولى التي استوطنت الجزء الساحلي من الكرادة الشرقية يرجع الى ما يقرب من اربعة قرون مضت القرن العاشرالهجري/ القرن السابع عشر الميلادي). ولا ادري كيف تاكد من قوله المذكور؟ ان القرن العاشر الهجري لايقابله القرن السابع عشر الميلادي (والصحيح القرن الحادي عشر الهجري) حيث قرأ هذا الرقم دون تمعن في ابحاثنا والمذكور فيها هو بين اواخر القرن السابع عشر واوائل القرن الثامن عشر الميلادي اي خلال الثلاثة قرون الماضية وليس الاربعة قرون حيث ان جولاتنا الميدانية والاتصال بمعمري الكرادة والتي سبقت اتصال كاتب الوريقات في مطلع التسعينات من القرن الماضي بالمحدثين من ابناء الكرادة اقول سبقته باكثر من ربع قرن حيث توفى المعمرون ولم يبق منهم احد واشارت اتصالاتنا تلك الى ان اقدم عائلة مهاجرة لم يزد عمرها في الكرادة عن 300 سنةوليس 400 سنة. 7. ورد في ص16 قول الكاتب: تاكد لنا ان سدانة ضريح السيد ادريس لاتعود في تاريخ وجودها الى ابعد من القرن الحادي عشر حيث كانت هذه السدانة بايدي عائلة تعرف ببيت ملا هادي ثم الت لبيت عيسى الكيم. ان سدانة بيت الملا هادي ومن بعده بيت عيسى الكيم كانت في فترة متأخرة جدا اي انها تمت بعد الربع الاول من القرن الرابع عشر الهجري وليس الحادي عشر، ويتذكر كاتب هذه السطور سدانة (عيسى الكيم) وفي اوائل الخمسينات من القرن العشرين عندما كان طفلا يصطحب والدته العلوية هاشمية عيسى السيد خلف الموسوي عند زيارة هذا المرقد. 8. في ص 17 اورد الكاتب الاراء الثلاثة لنسب السيد ادريس (حسني، حسيني مجهول) وجميعها مقتبسة من كتابنا السيد ادريس بهوامشها ومصادرها واشار في نقطة (د) الى ادريس بن محمد بن يحيى الديلمي كونه مؤيد للنسب الحسني علما ان الاخير هو ادريس اخر غير ادريس بن موسى الثاني ذكره السيد عبد الرزاق كونه في (مشاهد العترة الطاهرة) ولم يقل انه ادريس بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن عبد الله المحض بن الحسن، كما يشير كاتب الوريقات وفي ظني ان الكاتب لم يشاهد كتاب العترة الطاهرة وانما اخذها من هامش كتابنا المشار اليه واضاف اليه اسماء اخرى. 9. في ص 18 قال الكاتب اما السيد محسن العاملي في اعيان الشيعة فيتضح جليا من مقولته انه استند الى المسموع دون تحقيق او توثيق حين قال: يوجد بالقرب من بغداد مكان يعرف بالكرادة فيه قبر ادريس من ولد الحسن ايضا ان هذا النص منقول من كتابنا ولايفهم منه انه استند الى المسموع دون تحقيق او توثيق فالعلامة العاملي رجل ثقة لايكتب اعتباطا. 10. ص18 اورد الكاتب قوله: اما الذين ساروا على هذه المقولة اي ان السيد ادريس حسني فيما يعد فمنهم الشيخ محمد حرز الدين في معارف الرجال ولعل الشيخ مصطفى البغدادي المتوفى سنة 1944... اخذ بتلك الاقوال والصحيح ان الشيخ مصطفى البغدادي والشيخ محمد حرز الدين المعاصر له سبقا غيرهما وليس بعدهما حتى ياخذا بتلك الاقوال اذ ان عمر كل منهما قارب التسعين وتوفيا في وقت يفصلهما عام واحد. 11. في ص 18 و ص22 اورد الكاتب نسب ادريس بن جماز الموسوي كما ذكرها السيد حسين ابو سعيدة في كتابه تاريخ المشاهد المشرفة وفي المشجر الوافي ولكن الكاتب اضاف وحذف بعض الاسماء والالقاب والحروف بحسب مزاجه ولم يتطابق مع ماورد عند السيد حسين ابو سعيدة. 12. اورد الكاتب ان ولد السيد ادريس سلطان قد تولى النقابة خلال المدة 948- 976 هـ (1541- 1968م) الصحيح 1568 وليس 1968 م. 13. في ص19 يتساءل الكاتب موجها كلامه الى السيد محمد سعيد ال ثابت رحمه الله عن سبب عدم اتصاله بالشيخ مصطفى البغدادي الذي اشرف على تجديد البناء سنة 1963 وعدم اعلامه بنسب جده السيد ادريس كي يثبته في الضريح مرة اخرى اقول ان الشيخ مصطفى البغدادي رحمه الله لم يجدد البناء سنة 1963 حيث سبق ان توفى في عام 1944 كما ذكرنا سابقا. يتبين من كل هذه الاخطاء ان صاحب الوريقات النسبية عندما اصدر في عام 1990 كتابه (من تاريخ الكرادة الشرقية) الذي اخذ اغلب معلوماته وافكاره من ابحاثنا المنشورة منذ عام 1965 ولديه نسخ مصورة منها كان يسير على قاعدة خالف تعرف حيث حاول تثبيت معلوماتنا لينسبها اليه او يفلسفها ليأتي بما يخالفها حتى وان كانت بعيدة عن الصواب وقد كتبنا عشرات الملاحظات على كتابه المذكور وتم نشرها في جريدة العر اق عام 1992.

 

 
 



 صفحة للطباعة صفحة للطباعة

 أرسل هذا الخبر لصديق أرسل هذا الخبر لصديق

 
 

 
 

· البحث في اخبار وثائق
· البحث في اخبار جميع الصفحات


أكثر خبر قراءة في وثائق:
شيمون بيريز مسح له الحذاء وجولدامائير كرمته جمعة الشوان (حكاية مصري قهرالموساد)