وثائق: شيمون بيريز مسح له الحذاء وجولدامائير كرمته جمعة الشوان (حكاية مصري قهرالموساد)

 
 


 حوار: صلاح البيلي
اسمه الحقيقي أحمد محمد عبدالرحمن الهوان ومعروف لدى المصريين ب (جمعة الشوان) بطل المخابرات المصرية وقاهر الموساد. وعلى الرغم من بلوغه السبعين وشراهته في التدخين ووعكة صحية قديمة بإحدى ساقيه إلا أن عقله دائماً يقظ وذاكرته لا تنسى وكيف ينسى وهو الذي اعترف لنا بأنه كان يخشى أن ينام في (تل أبيب) حتى لا يستغرق في النوم وتكشفه أحلامه وتصل به لحبل المشنقة، لأن الجاسوس برأيه كل همسة محسوبة عليه ولا مجال للخطأ، ويكفي أن نعلم أن جولدا مائير رئيسة وزراء (إسرائيل) السابقة كرمته بعد أن نجح في اجتياز اختبار كشف الكذب هناك. ويدور الزمان دورته ويسهم البطل (الهوان) في جمع معلومات تساعد مصر على تحقيق العبور والنصر في 6 أكتوبر /تشرين الاول 1973 العاشر من رمضان، ويواصل مهمته الوطنية حتى يقتنص (البطة الثمينة) وهو واحد من أحدث أجهزة الإرسال والاستقبال آنذاك !



في الساعة الحادية عشرة والربع قبل ظهر الأربعاء 22 ديسمبر/كانون الاول سنة 1976 ترسل المخابرات المصرية برقية موجزة للمخابرات "الإسرائيلية" جاء فيها: "من المخابرات العامة المصرية إلى المخابرات "الإسرائيلية". إننا نكرر شكرنا على إمدادكم لنا بأدق وأخطر أسراركم التي كشفت لنا المزيد من عملائكم داخلياً وخارجياً وذلك على مدى سنوات. وإلى اللقاء في معارك ذهنية أخرى". وهكذا تنتهي قصة "الجاسوس يعقوب منصور" سكرتير أول السفارة "الإسرائيلية" في روما بإيطاليا بحسب جواز سفره الدبلوماسي "الإسرائيلي" أو "جورج سايكو" الاسم الكودي له بالموساد. أو "الشوان" الاسم التلفزيوني الذي لصق به، ويكشف النقاب عن شخصيته الحقيقية في نهاية ديسمبر 1978 على الرغم من خوفه من هذا الإعلان والذي يصفه بأنه ربما توصل الرئيس السادات مع "الإسرائيليين" لاتفاق ما بشأنه بعد كامب ديفيد، لأن ثأر المخابرات لا يموت ولو بعد مائة عام. التقيناه وكان معه هذا الحوار. * ما ظروف نشأتك؟ وكيف أسهمت في تكوين شخصيتك؟ - اسمي الحقيقي "أحمد محمد عبد الرحمن الهوان" ولدت بمدينة السويس على ساحل البحر الأحمر لأب صعيدي ولد في بلدة "القُصير" وهي ميناء صغير على البحر الأحمر كان يستخدمه الحجاج لبيت الله الحرام في السفر من صعيد مصر للحجاز في مكة والمدينة، ولأم من السويس لقب عائلتها الأخير الهوان وهو اللقب الذي عُرفت به. استقر والدي في السويس وتزوج من أمي نعيمة حسن علي الهوان وأنجبا عشرة أطفال 7 بنات و3 ذكور هم بالترتيب: "فايزة وعبدالرحمن وزينب ومصطفى وأحمد وسعاد وسامية وحكمة وعطا وسيد" وكان ترتيبي الخامس وولدت في 6 أغسطس/آب سنة 1939 بمنزل الحاج حسن نور بميدان سيدي الغريب حيث عاش والدي وكان صاحب محل بقالة صغير، وكان يترك لأمي 20 قرشاً في اليوم للإنفاق منها على البيت أي ستة جنيهات بالشهر. وعندما بلغت السابعة أخذني والدي لكتاب الشيخ حسن الجمال والشيخ سعد والشيخ عبدالحميد، وتفوقت فالتحقت بالمدرسة الإلزامية ثم مدرسة الأقباط ثم مدرسة فؤاد الأول، وامتلك والدي مقهى بميدان الكسار بالسويس وفتح محل البقالة عندما التحقت بمدرسة فؤاد الأول وكان المحل أمام مقام وضريح سيدي عبدالله الغريب، واحتاجني والدي لمساعدته في المحل وعلى الرغم من معارضة أمي بشدة نفذ والدي قراره وتركت المدرسة للعمل معه وكنت أستيقظ مع الفجر وأذهب ومعي أختي للمحل لفتحه وتنظيفه وأخذ مصروفي وكان نصف قرش أو "تعريفة" وأشتري به حلاوة "زلابية"، وفي ذات يوم وجدت في أرض فضاء كيساً به عُملات "نصف فرنك" أو "قرشي صاغ" عليها صورة الملك فؤاد وعلى مدار أيام ملأت 3 صفائح كبيرة بالعملات المعدنية، ولما كسدت تجارة المحل قرر أبي شراء مقهى بشارع "أواريبه" معروض للبيع ب 300 جنيه وليس معه ثمنه فأعطيته المبلغ، ومع الظروف الجديدة زاد مصروفي لقرشي صاغ في اليوم، وطلبت العمل بالمقهى فرفض والدي وكان لأمي 3 أشقاء يعملون في مقاولات المراكب وهم "جابر وإسماعيل وعلي وخالي جابر الهوان هو الذي أسماني أحمد الهوان وعملت معه في دهان المراكب مقابل 6 قروش صاغ باليوم وارتفع لعشرين قرشاً باليوم، واستهواني العمل بالبحر ومع "البمبوطية" حتى عملت مساعدا للريس عتريس على فلوكة بشراع بحري وكنت أوصل "المطاطة" لبضاعتهم، أي الذين يبيعون على ظهر المراكب العابرة للقناة، وبدأت أسجل الكلمات الإنجليزي والفرنساوي والإيطالي واليوناني والألماني التي أسمعها من الأجانب العابرين للقناة، وفي يوم هبت عاصفة وأضرب المطاطة عن العمل، ونزل عم حسين بفلوكته وطلبني معه لمعرفتي باللغات الأجنبية ونزلت وأصبحت الريس أحمد أو المطاط. وتطورت تجارتي في عملي الجديد كمطاط بالبحر وعلى ظهر السفن الأجنبية العابرة لقناة السويس يقول أحمد الصواف: والصواف هو لقب عائلة أبيه أما الهوان فلقب عائلة أمه الذي عُرف به، ولم تأت سنة 1967 حتى كانت له شركتان سياحيتان إحداهما اسمها "أبو سمبل" وكان متزوجاً حديثاً من حبه الوحيد "فاطمة" التى ظل وفياً لها على الرغم من انفصالهما لاحقاً بعد 17 سنة زواجا وبعد أن أنجب منها ولديه: "محمد ومها" وكان آنذاك يسكن في بور توفيق وعمره 23 سنة وكان يكسب الكثير من المال حتى وقع عدوان 5 يونيو/حزيران 1967 ودُكت مدن القناة بما فيها السويس وبور توفيق والإسماعيلية وبور فؤاد وبورسعيد، واضطر أهالي خط القناة للتهجير بعيداً عن الحرب والدمار ولجأوا للمدارس والمستشفيات والملاجئ والمدن الداخلية في الدلتا ونزحت أسرته إلى القاهرة وبها استأجر شقة في سوق التوفيقية بمبلغ 150 جنيهاً بالشهر وبعد أربعة أشهر شعر أن نقوده قاربت على النفاد وأن هجرته طالت فاستأجر شقة أرخص في حي العجوزة بالجيزة، ووقع في شراك نصاب يُدعى مكرم أخذ منه 600 جنيه على أمل أن يدبر له شقة "تمليك" بعقد رسمي وهرب. * كيف سافرت خارج مصر وجاءت ظروف تجنيدك من "الموساد"؟ - عدت أبحث في دفاتري القديمة بعد ضياع ال 600 جنيه وبعد ضياع أمل العودة للسويس، عثرت على عنوان قبطان يوناني صديقي كان مديناً لي بمبلغ 200 جنيه استرليني فسافرت إليه في أثينا بتذكرة سفر بالبحر بعشرة جنيهات مصرية ولما كان في سفر انتظرته 17 يوماً بعت خلالها ساعتي وخاتمي الذهبي وأصبحت مديناً ل "البنسيون" الذي كنت أقيم فيه في وقت لم يكن مسموحاً للمصري المسافر للخارج بتغيير أكثر من 11 دولاراً فقط، وأخيراً قابلت القبطان اليوناني "بناجاكوس" وعرض علىّ العمل معه كضابط إداري على مركب بحري براتب 180 جنيهاً استرلينياً غير الحوافز، ولم يكن أمامي غير الموافقة فسافرت معه إلى "بريستون لانكشير"، حيث ترسو السفينة التي كانت أقلعت من ألمانيا لإنجلترا، وهناك اقترضت من صديقي اليوناني عشرة جنيهات استرلينية ونزلت للتنزه في الشارع ودخلت باربلو ستار وهناك تعرفت الى شاب انجليزي زعم أنه مسلم وعرض على العمل براتب 1000 جنيه استرليني وتساءل: كيف أعرف لغات وأقبل العمل على مركب ب 180 جنيهاً بالشهر، وقال لي: انتظرني غداً الساعة 4 عصراً، وفي الموعد لم يحضر هذا الشخص وكان معي صديق يوناني يدعى "ديموس" يعمل معي على ظهر المركب فجاءنا الجرسون بمشروبات، ولما قلنا إننا لم نطلب شيئاً أشار لفتاتين في الجانب الآخر، فانتقلنا للجلوس معهما وكان اسماهما: "مير وجوجو"، ونحن نترك المكان أعطتني جوجو 500 جنيه استرليني حتى أدبر حالي ووجدتها تأخذ من الرجل الذي سبق وواعدني مخدرات وتمشي لحال سبيلها! ولم يقل لي غير إنه سيراني لاحقاً. تطورت علاقتي بجوجو حتى قررنا الزواج وزرت والدها في مانشستر وعرض عليّ العمل بمصنعه مقابل 1000 جنيه استرليني ومثلها لأسرتي بالقاهرة وأعطاني 300 جنيه استرليني، وفي كل ميناء كنت أقابل جوجو وفي إحدى المرات أحضرت لي 5 حقائب ملابس فاخرة، حتى وصلت لميناء "أنتوير" في بلجيكا فلم أجدها فاتصلت بأسرتها فردت أمها أنها سافرت أمريكا للزواج. وتعرف الي في بلجيكا جاك وإبراهام وعرضا عليّ العمل في مصنع حديد وصلب براتب 5000 جنيه استرليني والمصنع ملك والد جاك وقالا إنهما يعرفان مصر جيداً بشوارعها ولهما أصدقاء بها، وتركت المركب فرانكفورت بألمانيا ونزلت في فندق هانزا وذهبت إلى ثلاثة أيام للاستجمام، ثم جاءني إبراهام وقال لي: ألا تريد رؤية أسرتك، لقد قررنا تعيينك مدير فرع شركتنا بالقاهرة وأعطاني 185 ألف دولار وخبأها في شنطة ملابس وأمرني بافتتاح مكتب كمقر للشركة بوسط القاهرة وقد حدث في عمارة الإيموبيليا بشارع شريف باشا وأمرني بشراء سيارة نصف عمر، وبأن أزور القناة خصوصا منطقة البحيرات المرة حيث توجد 13 سفينة أجنبية محجوزة بسبب إغلاق القناة والمطلوب كل شيء عنها بحيث يشترونها عندما تعرض في المزاد كخردة بعد فتح القناة، وحجز لي الطائرة على المغادرة من فرانكفورت للقاهرة، وطوال الرحلة ومدتها أربع ساعات كنت أشعر بعدم الراحة خصوصا أن الأسماء يهودية لحد كبير ولم أفق من هواجسي إلا على صوت المذيع الداخلي: "نحن الآن فوق مطار القاهرة" ومن المطار توجهت لميدان التحرير ودخلت مكتب المباحث العامة وقابلت العميد أحمد صالح وطلبت مقابلة الرئيس عبد الناصر لأمر مهم، وحجزوني ليومين ثم ذهبت إليه في بيته في منشية البكري وهناك أخبرني الرئيس عبد الناصر أن والده كان وكيل بوستة السويس وأنه هو نفسه تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة حمد الله، وسلمته المبلغ الموجود معي وهو 185 ألف جنيه استرليني وحكيت القصة فأرسلني لرجال المخابرات العامة وبدأت الحكاية ودخول عالم الأسرار. * وهل صرت جاسوساً للمخابرات المصرية منذ هذا الوقت؟ 00في جهاز المخابرات المصرية عرضوا على صوراً كثيرة حتى ميزت صور جاك وإبراهام وطلبوا مني تنفيذ توجيهات "الموساد" من استئجار شقة وشراء سيارة نصف عمر وجمع معلومات عن ال 13 سفينة بالقناة، وكنت أرسل خطابي إلى ألمانيا والنمسا وإنجلترا باسم محمد سليم وطلبوني للسفر في ميلانو بإيطاليا وهناك أفصح جاك وإبراهام عن يهوديتهما وجنسيتهما "الإسرائيلية" لأنني كنت أوقع على ايصالات رسمية بكل نقود أقبضها، وأخذاني لمدينة ليل الفرنسية وهناك تعلمت الاستقبال بالراديو والحبر السري وجمع المعلومات عن الجيش والرأي العام، وكلها تدريبات بمقاييس عصرنا الحاضر تعتبر KG1 أو أولى حضانة، ونزلت للقاهرة وكنت أجمع المعلومات ثم أعطيها لرجال المخابرات المصرية ومنهم اللواء محمد عبد السلام المحجوب وزير التنمية المحلية الحالي أو "الريس زكريا" بالمسلسل فيقوم بتنقيحها ويعطيها لي كي أرسلها لهم في "الموساد" وكان راتبي الشهري 5000 دولار و100 دولار عن كل رسالة بالحبر السري، أما المعلومات الخاصة فلها سعر خاص بحسب تقدير الموساد، وعملت في مصر مع: محمد حافظ والمشير أحمد إسماعيل وكمال حسن علي، وفي "إسرائيل" عملت مع: شيمون بيريز وعيزرا فايتسمان وإليعازر وشلومو وكوهين وغيرهم، وزرت تل أبيب 38 مرة في 11 سنة خدمة، والتقيت جولدا مائير رئيسة الوزراء وكرمتني بعد نجاحي في اجتياز اختبارات جهاز كشف الكذب على مدى 4 ساعات، وكانوا قالوا لي إن "كونسلتو" أطباء سوف يكشف علي وللعلم كانت المخابرات المصرية قد دربتني عليه لشهور. * ما قصة قنصك جهازي إرسال واستقبال من "الموساد" للمخابرات المصرية؟ - في سنة 1972 نما لعلم المخابرات المصرية وجود أحدث جهاز إرسال واستقبال بالعالم آنذاك وقادر على إرسال الرسالة من القاهرة لتل أبيب في 10 ثوان وكان لا يوجد منه غير أربعة في العالم وتم تدريبي على جلبه وأحضرته في "توستر خبز" ماركة توشيبا اليابانية، وكنت أرسل به رسائلي عن القواعد الوهمية للصواريخ والطائرات في مصر فيقوم الطيران "الاسرائيلي" بقصف الهدف وهو مجرد هياكل من خشب وقماش صاج وحديد، وأصبح معي جواز سفر "إسرائيلي" باسم "يعقوب منصور" سكرتير أول سفارة "إسرائيل" في روما وكنت أتحرك به في أوروبا كلها وبقية دول العالم حيث زرت 53 دولة منها السعودية التي زرتها باسمي الحقيقي لاحقاً سنة 1995 لأداء مناسك الحج. وبعد هزيمة "إسرائيل" في حرب أكتوبر/رمضان 1973 وبعد مرور 9 أيام فقط وجدتهم يرسلون الي رسالة تقول: "احضر للبيت فوراً" ومعناها السفر لتل أبيب وحاولت الرفض فأصر الرئيس السادات على سفري وقال لي: "مصر إذا احتاجتك يا أحمد ضع رأسك في خدمتها ولو تحت عجلات تروماي لأن مصر أهم منا كلنا" وكذلك شجعني المشير أحمد إسماعيل للسفر فكتبت خطاباً اعتراف لزوجتي فاطمة قلت فيه كل الحقيقة وجعلتها تقسم على القرآن ألا تفتحه إلا بعد مرور شهرين على غيابي لأني توقعت إعدامي وألا أنجو هذه المرة، ولكني عدت بعد 17 يوما ومعي أحدث جهاز إرسال واستقبال قادر على إرسال الرسالة من القاهرة لتل أبيب في 6 ثوان فقط، وعندما سألت شيمون بيريز ضابط الموساد آنذاك عن أهمية ذلك الجهاز قال إنه أهم من كل الموجودين بالقاعة آنذاك، وكان عددهم 18 ضابطاً وفرداً. وفي ليلة سفري به عائداً للقاهرة زارني شيمون بيريز وأخرجه من علبته وهي عبارة عن فرشاة مسح أحذية، وقال لضابط الموساد الآخر: هل تعتقد أن مصر خالية من فرش مسح الأحذية حتى يشتريها ولا يستعملها وتدخل الحكاية على ضباط الجمارك في مطار القاهرة. وفك الفرشاة وقام بنفسه بمسح حذائي حتى تصبح مستعملة وبذلك أعطى درساً في القدوة للضابط. * وكيف جندت جوجو ديفيدز للمخابرات المصرية؟ - تدربت على ذلك ونزلت بها من إيطاليا للقاهرة على الأزهر الشريف رأساً وهناك أشهرت إسلامها وصار اسمها "فاطمة الزهراء" وتزوجت وأنجبت لاحقاً ثلاثة أبناء وهي الآن تقيم في مصر في مكان ما، وقد قدمت خدمات جليلة لمصر عن جيش الدفاع "الإسرائيلي" وعن الموساد وعن مفاعل ديمونة الذري قبل حرب 1973 وهي خدمات لا تقدر بمال وقد كرمتها مصر وهي حية الآن بيننا ولكنها لن يُعلن عنها. * فمتى تم الإعلان عنك وما آخر رسائلك للموساد؟ - آخر رسالة لم تكن مني بل من المخابرات المصرية للموساد في ديسمبر/كانون الاول 1978 عبر الجهاز الأحدث الذي يرسل رسالته في 6 ثوان وجاء فيها: "من المخابرات المصرية إلى المخابرات "الإسرائيلية" نشكركم على حُسن تعاونكم مع رجلنا جمعة الشوان وإمداده بأحسن أجهزتكم". وبمجرد وصول الرسالة أطلق الضباط الستة الذين تولوا تدريبي والإشراف عليّ هناك النار على أنفسهم! وهكذا لم أعد لشقتي في شارع ديزنجوف بتل أبيب وتم الكشف عني سنة 1978 وكنت خائفاً من محاولات تصفيتي، ولكن ربما تكلم الرئيس السادات بشأني مع شيمون بيريز حتى لا تتم تصفيتي أقول: ربما. * برأيك ما صفات الجاسوس المحنك؟ - من بين كل أربعة ملايين إنسان يوجد إنسان واحد بمواهب خاصة لا يعرفها إلا ضابط مخابرات مخضرم. لقد تعلمت بالموساد وبالمخابرات الأمريكية C.I.A وفي المخابرات المصرية، وباختصار الجاسوس الحقيقي أشبه بالسيدة التي لم تنجب لمائة عام ثم أنجبت! * برأيك هل لا تزال توجد أسرار في عالم الأقمار الصناعية تصور كل حبة رمل والتكنولوجيا أسقطتالجدران والأسوار؟ - هذه حقيقة ولكن العنصر البشري هو الأساس، هو الذي يحلل ويخطط وينفذ ولذلك تبقى هناك أسرار والدليل معجزة النصر في حرب أكتوبر/تشرين الاول 379¢ رغم تفوق العدو في المعدات والأجهزة، فالعقول البشرية هي الأساس في النصر وليست الأجهزة. ما الدرس المستفاد من تجربتك؟ - عالم المخابرات كله واحد وكتاب المخابرات كله واحد في المراحل والخطوات والفارق فقط في الإمكانات والمال والرجال. والحقيقة أن كل الدول تتجسس على بعضها بعضاً صديقة أو عدوة، حتى تقوم الساعة. * هل لا تزال النكتة سلاحاً من أسلحة الدعاية والحرب النفسية؟ - بالفعل وكانوا في "الموساد" يطلبون مني جمع نكات المصريين مقابل 50 أو 100 أو 1000 دولار للنكتة لتحليل المزاج المصري في هذه المرحلة. * كيف ترى "إسرائيل"؟ - "إسرائيل" ليست قوية بذاتها بل بالدعم الخارجي وانقسام العرب وهي ليست ولاية أمريكية كما يزعم البعض بل "كلب حراسة" لمن يدفع، وأمريكا تدفع ل "اسرائيل" لحماية مصالحها بالشرق الأوسط، وأمريكا أحسن من تأكل اللحم وتُلقي بالعظم. * من أفضل مدير مخابرات مصري عملت معه؟ - المشير أحمد إسماعيل. * أخيراً لماذا عُرفت ب "جمعة الشوان" إعلامياً؟ - لأنه عند كتابة مسلسل "دموع في عيون وقحة" وبعد تفكير أسبوعين استقررت مع الكاتب صالح مرسى على اسم جمعة لأنه عيد بالسماء والأرض، و"الشوان على وزن الهوان" لقب عائلة أمي. * ماذا قدم المسلسل من قصتك الحقيقية؟ - 6% فقط وإذا أعيد الآن سيقدم 90% على الأقل لأن المسموح بنشره الآن كبير جداً.

 

 
 



 صفحة للطباعة صفحة للطباعة

 أرسل هذا الخبر لصديق أرسل هذا الخبر لصديق

 
 

 
 

· البحث في اخبار وثائق
· البحث في اخبار جميع الصفحات


أكثر خبر قراءة في وثائق:
شيمون بيريز مسح له الحذاء وجولدامائير كرمته جمعة الشوان (حكاية مصري قهرالموساد)